الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زجر الزوج عن طريق التجسس عليه غير مشروع

السؤال

هل يجوز استخدام الحيلة لمنع الزوج عن معصية؟
أنا امرأة متزوجة منذ 8 سنوات، وقد رُزقت بطفلين، لا أقصر مع بيتي ولا مع زوجي، ولا أولادي. أعمل لمعاونته في الحياة، وحافظة لكتاب الله.
زوجي له عادة التحدث مع الفتيات للأسف بما لا يصح، وقد حاولت معه بشتى الطرق: مرة بالنصيحة، ومره بالشدة، ومره بتخويفه من عذاب الله؛ لمنعه عن ذلك. لكن دون ردع. يشتد ويحتدم بيننا الجدال لهذا السبب كثيرا.
هداني تفكيري لحيلة، لكن أخشى أن تكون فيها حرمة، فأنا أريد أن أستخدم حساباته من فيسبوك وواتس اب والتحدث للفتيات كأني هو، وأقوم بانتهارهم؛ لإبعادهم عنه دون أن يشعر حتى يهديه الله ويفقد الأمل؛ فيبتعد عن ذلك الطريق.
لكني أخشى أن أكون أكذب، أو أتجسس بهذه الطريقة؛ فيحاسبني الله.
جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يهدي زوجك، ثم اعلمي أن التجسس حرام، فلا يجوز لك تتبع عوراته، ولا التجسس عليه.

وهذا الفعل يستلزم أن تتجسسي على محادثاته التي يخفيها عنك، ثم إن هذا الفعل لن يردعه -فيما يبدو- عن الحرام؛ إذ في مكنته استخدام حسابات بديلة وأجهزة أخرى.

ومن ثم، فلا نرى هذا الوجه في ردعه وزجره مشروعا، وإنما تكتفين بتذكيره ونصحه وتخويفه بالله -تعالى- وتحذيره من عقابه، ونَهْيِه عن المنكر بكل ما أمكن.

وبذا تكونين قد فعلت ما عليك، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وليس عليك أن يهتدي هو، ولكن وظيفتك هي نصحه، وتذكيره بالله، والاستمرار في ذلك، مع الدعاء المستمر له حتى يهديه الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني