الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر لزيارة الأم بين الوجوب وعدمه

السؤال

أنا مغترب منذ: 11 سنة تقريبا، وحاليا موجود في دولة أوروبية، ولا أستطيع زيارة بلدي الأم لرؤية أمي، وأهلي، بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية، ولكنني أستطيع أن أدفع بدلا نقديا قدره: 9 آلاف دولار، لتسقط عني الخدمة الإلزامية، وأستطيع بعدها زيارة بلدي، ولكن المبلغ كبير جدا، وليس من السهل تجميعه، وقد نشأت في بيئة غير محافظة، ومن قرية مختطلة الطوائف، وبفضل الله الكريم أختلف عنهم، وملتزم بما قدرني الله عليه من ديني، وذهابي هناك، واحتمال الاختلاط، والمصافحة باليد للنساء، وعدة أمور لا أقبلها، من الأسباب التي تجعلني لا أرغب في زيارة قريتي، فهل تجب علي زيارة أمي إذا كنت أستطيع أن أجمع المبلغ، وفي تلك الظروف التي ذكرت؟ أم الأفضل أن ألتقي بأمي خارج البلاد، مع العلم أن أمي امرأة كبيرة في السن، وتوجد صعوبات في سفرها؟ أرجو الإفادة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أمّك تطلب منك السفر إليها، وكنت تقدر على دفع المال اللازم للسفر؛ فالواجب عليك السفر لزيارتها، وأمّا إن كنت لا تقدر على دفع المال اللازم للسفر، أو كانت أمّك راضية ببقائك بعيدا؛ فالظاهر لنا -والله أعلم- جواز بقائك دون السفر لزيارتها، ما دمت تبرها، وتصلها بأنواع الصلة المتيسرة لك، وراجع الفتوى: 479740.

واعلم أنّ حقّ الأمّ على ولدها عظيم؛ فاحرص على برّها قدر وسعك، وأبشر ببركة هذا البر في الدنيا والآخرة، فإنّ برّ الأمّ من أحبّ الأعمال إلى الله، وأعجلها ثواباً، وأرجاها، وبركة في الرزق، والعمر، ففي الأدب المفرد للبخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما:.. إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني