الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكبائر بعضها أشد من بعض

السؤال

هل الكبيرة درجات وهل عقوبتهابالتالي ايضا درجات ؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذنوب الكبائر تتفاوت مراتبها، فبعضها أشد قبحا وشناعة من غيرها، وأبشعها السبع المهلكات اللاتي بينهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: اجتنبو السبع الموبقات، قالو يا رسول الله: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات. متفق عليه.

قال الحافظ بن حجر في الفتح وهو يعد الكبائر: والمعتمد من كل ذلك ما ورد مرفوعا بغير تداخل من وجه صحيح، وهي السبعة المذكورة في حديث الباب، والانتقال عن الهجرة، والزنى، والسرقة، والعقوق، واليمين الغموس، والإلحاد في الحرم، وشرب الخمر، وشهادة الزور، والنميمة، وترك التنزه من البول، والغلول، ونكث الصفقة، وفراق الجماعة، فتلك عشرون خصلة وتتفاوت مراتبها، والمجمع على عده من ذلك أقوى من المختلف فيه إلا ما عضده القرآن أو الإجماع، فيلتحق بما فوقه، إلى أن قال: وقد تنقلب الصغيرة كبيرة بقرينة تضم إليها، وتنقلب الكبيرة فاحشة كذلك إلا الكفر بالله، فإنه أفحش الكبائر، وليس من نوعه صغيرة، قلت: ومع ذلك فهو ينقسم إلى فاحش وأفحش، ثم ذكر الحليمي أمثلة لما قال، فالثاني كقتل النفس بغير حق، فإنه كبيرة، فإن قتل أصلا أو فرعا أو ذا رحم أو بالحرم أو بالشهر الحرام فهو فاحشة، والزنى كبيرة، فإن كان بحليلة الجار أو بذات رحم أو في شهر رمضان أو في الحرم فهو فاحشة، وشرب الخمر كبيرة، فإن كان في شهر رمضان نهارا أو في الحرم أو جاهر به فهو فاحشة. انتهى.

وعليه، فالكبائر عدة أنواع بعضها تترتب عليه عقوبة محددة في الدنيا، كقتل النفس بغير حق، والزنى وشرب الخمر والسحر والشرك بالله تعالى ونحوها.

وبعضها ليست له عقوبة محددة، كالنميمة وعقوق الوالدين ونحو ذلك، كما أن الكبيرة الواحدة تعظم عقوبتها بحسب الزمان والمكان أو نحو ذلك كما سبق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني