الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعارف بين الطلبة والطالبات بغرض الزواج

السؤال

أنا شاب تعرفت على فتاة في الجامعة، وتبين أننا من نفس المدينة. يجمعنا الفهم المتبادل، والتفاهم، وأعجبت بأخلاقها الرفيعة، وتدينها الجيد. وتوبتها النصوحة. أشعر بأننا جاهزان، ومتفاهمان، وأتمنى أن أضع هذه العلاقة تحت غطاء الزواج بأسرع وقت، مع ذلك هناك ماضٍ في حياتها يخيم على ذهني دائماً.
هناك نزوة قديمة لها منذ كانت تبلغ من العمر 16 عاماً تم نشر صور، أو محادثات من فترة كانت فيها صغيرة. الشاب الذي كانت تتعامل معه كان قذرًا،
وقام بنشرها في المدينة. أنا محتار حول كيفية التعامل مع هذا الجانب، هل ينبغي لي أن أتزوجها، وأتجاهل كلام الناس، أم يجب علي أن أتخذ خطوات إضافية؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالتعارف بين الشباب، والفتيات -ولو كان بغرض الزواج- وما يعرف بعلاقات الحب، والإعجاب بينهم؛ كل ذلك باب فتنة، وذريعة شر، وفساد؛ وقد بينا ذلك في كثير من الفتاوى، وانظر على سبيل المثال الفتوى: 430774

كما أنّ الاسترسال في الكلام بين الشباب، والفتيات بغير حاجة؛ منكر غير جائز، وإذا تضمن الكلام الإخبار بالوقوع في المعاصي، والذنوب؛ فهو أشد نكارة؛ فالصواب أن يستر العبد على نفسه، ولا يخبر أحدا بما وقع فيه من الذنوب من غير مصلحة معتبرة؛ ففي الحديث الذي رواه مالك في الموطأ أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:... مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا، فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ.

قال ابن عبد البر -رحمه الله- في التمهيد:..فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه، إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضا في غيره. انتهى.

وما يظنه بعض الناس من فضيلة اعتراف الخاطب -فضلا عن غير الخاطب- بما وقع فيه من العلاقات المحرمة، واعتبار ذلك من الصدق، والمصارحة الممدوحة؛ فهو ظن باطل، وفهم خاطئ مخالف للشرع. فالواجب عليك التوبة إلى الله -تعالى-، وقطع هذه العلاقة، والحرص على المحافظة على حدود الشرع، وآدابه في التعامل مع النساء الأجنبيات.

وإذا كنت ترى هذه الفتاة صالحة للزواج؛ فأت البيوت من أبوابها، واخطبها من وليها، ولا يمنعك من الزواج منها ما علمته عنها من العلاقات المحرمة التي تابت منها؛ فالتوبة تمحو ما قبلها، والاعتبار الصحيح يكون بحال المخطوبة في الحاضر، لا بما مضى. وراجع الفتوى: 180231

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني