الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول القائل أخلاق الله

السؤال

هل يجوز نسبة الخُلق إلى الله تعالى وأن نقول : على المسلم أن يتخلق بأخلاق الله تعالى ، وهل تسمى صفات الله كالحياء والكرم خلقا , جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لم نجد بعد البحث في الوحي لفظا صحيحا يفيد إثبات نسبة الخُلُق إلى الله تعالى.

وقد وردت عدة أحاديث في نسبة الخُلُق إلى الله، ومنها ما هو ضعيف ومنها ما هو موضوع.

فمن ذلك حديث: إن لله تعالى مائة خلق وسبعة عشر من أتاه بخلق منها دخل الجنة.

رواه الطيالسي والبزار والترمذي الحكيم والبيهقي في الشعب والطبراني في الأوسط، وأبو يعلى وضعفه الألباني.

ومنها: السخاء خلق الله الأعظم. رواه الأصفهاني وابن النجار وضعفه الألباني.

ومنها: تخلقوا بأخلاق الله. ذكر ابن القيم في المدارج أنه لا أصل له.

ومنها: ألا وإن حسن الخلق خلق من أخلاق الله عز وجل. رواه الخطيب وابن النجار، وقال عنه الذهبي بأنه موضوع.

وقد وجدنا عدة علماء ذكروا في كتبهم الحث على التخلق بأخلاق الله تعالى، وهذا يدل على أن هذا كان معروفا عند أهل العلم.

فقد ذكره ابن الحاج في "المدخل" والسيوطي في "شرح سنن ابن ماجه" والمناوي في "شرح الجامع الصغير" والمباركفوري في "تحفة ا لأحوذي" والآبادي في "عون المعبود" ومحمد الصادق في "بريقة محمودية" والسندي في "شرح سنن النسائي" وغيرهم.

وأما الحياء والكرم فقد ثبت وصف الله بهما في الحديث: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

والخلق والصفة معناهما واحد، كما يفيده كلام المناوي في شرح حديث الطيالسي السابق، فما قيل في أخلاق الله عموما يقال مثله في الحياء والكرم إلا أن الأولى بالمسلم أن يتقيد دائما في حديثه عن الله تعالى بما ثبت، لأن الأصل في ذلك التوقف عند ما ثبت وعدم تجاوزه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني