الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى وجوب طاعة أمر الأم لابنها بخدمة أخته

السؤال

هل يجوز لأختي أن تستغل أوامر والدتي لي لكي أخدمها؟ فأنا أتأذى بهذه الأوامر الكثيرة، والتي أرى كثرتها قد تفضي إلى التمادي في الاتكال على الغير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يحرم على أختك أن تطلب من أمّها أن تأمرك بإعانة أختك أو خدمتها في بعض الأمور المباحة، وإذا كنت تتأذى من هذا الأمر وترى فيه تعويدًا لأختك على الاعتماد على الغير، وعدم تحمل المسؤولية؛ فبين ذلك لأمك بأدب ورفق، أو وسّط بعض الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عند أمّك، وتقبل قولهم، حتى يبينوا لها ذلك.

وإذا أصرّت أمّك على أمرك بخدمتها، وخشيت غضبها إذا خالفتها؛ فينبغي عليك أن تطيعها في ذلك ما لم يكن عليك ضرر؛ فإنّ استرضاء الأمّ والتخلص من غضبها مطلوب، فإنّ حقها عظيم، وقد جاء في الفروق للقرافي: قِيلَ لِمَالِكٍ ... يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؛ لِي وَالِدَةٌ وَأُخْتٌ وَزَوْجَةٌ فَكُلَّمَا رَأَتْ لِي شَيْئًا قَالَتْ: أَعْطِ هَذَا لِأُخْتِك، فَإِنْ مَنَعْتُهَا ذَلِكَ سَبَّتْنِي وَدَعَتْ عَلَيَّ، قَالَ لَهُ مَالِكٌ: مَا أَرَى أَنْ تُغَايِظَهَا، وَتَخْلُصَ مِنْهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ، أَيْ وَتَخْلُصَ مِنْ سَخَطِهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني