الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكره زوجها وتخشى من إعلامه

السؤال

متزوجة منذ ما يقرب من خمس سنوات ولا أطيق معاشرة زوجي جنسيا ولا أشعر نحوه بأي عاطفة على الرغم من أنه طيب ولكن أشعر بألم نفسي شديد أثناء معاشرته لي وأتمنى في هذه اللحظة لو أني أموت وأحس بكره له مع العلم أني أشعره بغير ذلك ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أشعر أحيانا أني أريد مصارحته والخلاص مما أنا فيه ولكن أخاف من الله والسؤال هل يحاسبني الله على عدم حبي لزوجي وهل يحاسبني على ما أكنه في صدري من عذاب يترجم إلي حالة من اليأس من أي فرج في الدنيا مع خوف من عدم وجود جزاء في الآخرة وأنا أتحمله بالكاد ويطلب مني مساعدة أمه ولا أستطيع من شدة الضغط النفسي الذي أتعرض له في بيتي لا أستطيع وليس عندي الرغبة في مساعدة أي أحد وبالطبع هو لا يعرف عن ظروفي هذه أي شيء ويعتقد أني لا ينقصني شيء وفي الحقيقة ينقصني كل شيء من إشباع عاطفي وإشباع جنسي أيضا حيث لا أشعر معه بأي متعة جنسية مع العلم أن لي منه ولد حملت به أول ماتزوجت والآن يطلب مني طفلا آخر ولا أشعر برغبة في أنجاب طفل آخر منه مع العلم أنه قريبي ولن يسمح أهلي بالانفصال إلا بالموت كل ما أرجوه توضيح هل يعطيني الله جزاء حسنات على تحملي ما لا طاقة لي به في الآخرة أم يعاقبني وهل سوف أكون معه في الجنة أيضا إن قدر الله لي الجنة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ولتعلمي أن الله تعالى وعد الصابرين بالخير الكثير والثواب في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: [إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب] (الزمر: 10)

وأن أكثر البيوت لم تبن على الحب والعاطفة .. ولكن على المكارمة والمصلحة والاحترام.

ولهذا جاء عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كما في كنز العمال، كلام معناه أنه قال لامرأة: إذا كرهت إحداكن زوجها فلا تخبره، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

ومسألة الحب ـ وإن كان أصلها موجوداً بالطبيعة عند كل شخص لكن الناس يتفاوتون فيها تفاوتهم في الأشياء الأخرى؛ كالجمال والصحة والذكاء، فلا ينبغي أن تجعل كل شيء في الحياة الزوجية.

ولهذا ننصح السائلة الكريمة أن تنمي ما لديها من حب وعاطفة تجاه زوجها وذلك بالمودة والإحسان، والحديث عن هذه الأمور، وغض الطرف عن المساوئ والسلبيات ونسيانها، ولتعلمي أن الصبر بالتصبر، ومن يتصبر يصبره الله تعالى.

وما دمت تقومين بحق زوجك فلن يعاقبك الله تعالى على مجرد عدم الحب فهذا ليس بيدك [لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ](البقرة: 286)

ومع ذلك فإذا خشيت أن يؤدي ذلك إلى نقص في دينك أو تضييع لحق زوجك فحينئذ لامانع من طلب الطلاق أو الفراق بالخلع، فقد روى البخاري أن امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يارسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حد يقته. قالت نعم، فقال: له النبي صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة.

وقال الله تعالى:[وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيما](النساء:130)

ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 33408

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني