الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لزوم الأم ورعايتها أجره عظيم وعاقبته كبيرة

السؤال

أمي تعيش في الديرة وإخوتي يعيشون بأهليهم في مدينة تبعد عنها 20 كلم، وأنا في مدينة بعيدة عن أمي جداً، لا أستطيع الذهاب إليها إلا بعد أسبوعين على الأقل، فهل يجب علd مرافقة أمي والسكن معها بحكم أني مازلت أعزب ولم أتوظف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت أمك محتاجة إلى رعايتك لها وقيامك بأمورها فإنه يجب عليك وعلى أبنائها الآخرين البر بها ورعايتها والقيام بأمورها، ويتأكد الأمر في حقك أنت حيث ذكرت أنك لا يشغلك عنها وظيفة ولا عيال، فقد أوجب الله الإحسان إلى الوالدين وجعل رضاه في رضاهما وأكد ذلك في حق الأم خاصة، قال الله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36]، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا [الأحقاف:15].

وقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله، قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أبوك. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: رضى الله في رضى الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.

وعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك من أم، قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وقال فيه الألباني حسن صحيح.

وإذا قيل هذا في حق من أراد الغزو في سبيل الله، فأولى أن يقال مثله أو أشد منه في من يسكن بعيدا عن أمه من غير مبرر، فعليك بالسعي في بر والدتك وإكرامها وإرضائها، ولعل دعوة منها يرزقك الله بسببها ما تتوق إليه من الوظيفة وغيرها، ففي الحديث: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر. رواه أحمد وأبو داود وحسنه الأرناؤوط والألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني