الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من صلت وصامت وهي على غير طهارة

السؤال

كنت في فترة من حياتي مستهترة، ولم أكن أعلم حدود الله؛ ففعلت الزنا، ومع ذلك كنت أصلي وأصوم. والحمد لله تبت توبة نصوحا. فهل علي كفارة؟
لم أفعل ذلك في نهار رمضان، ولكن ربما لم أكن أعلم الطهارة فصليت على غير طهارة، ولا أعلم عدد الصلوات ولا حتى بالتقريب عدد الأيام فقد كانت قليلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الزنا كبيرة من أكبر كبائر الذنوب، وفاحشة من أبشع الفواحش، حرمه الله -عز وجل- ونهى عنه في محكم كتابه، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:68-70}.

وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً { الإسراء:32}.

والحمد لله الذي وفقك للتوبة من تلك الكبيرة التي وقعت فيها. فأخلصي في توبتك لله تعالى، وأكثري من الاستغفار. وقد بينا شروط التوبة الصادقة في الفتوى: 5450.

وبخصوص الصلوات التي أديتِها بغير طهارة فإنها غير مجزئة، ويجب قضاؤها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ. رواه البخاري، وغيره.

فاجتهدي في معرفة مقدار الصلوات التي تجب إعادتها، وواصلي القضاء حتى تعلمي أن ذمتك قد برئت. فهذا هو الذي تقدرين عليه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

وعن كيفية قضاء الفوائت الكثيرة انظري الفتوى: 61320.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني