الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء معاملة الأم لا يُسقط برها

السؤال

أمي أكرهها وهي سبب تعاستي في حياتي ....
أعاني أشد المعاناة منها والله شاهد على ما أقول هي سبب تعاستي , زوجتني مرتين من رجلين لا يصلحان للزواج .. صار عمري 22 سنة وأنا مطلقة مرتين أي مرارة أعيشها أنا وعندما أردت أن أكمل تعليمي الجامعي أصبحت تهينني وتعرقل مسيرتي التعليمية لدرجة انها تضربني بالحذاء وأمام الخادمة قبل ذهابي للجامعة صباحا أكرهها أشد الكره أشد الكره أتمنى مفارقتها للأبد لا أريد رؤيتها لا أريد معاشرتها في حياتي لم أذق حب الأمومة لم أشعر بعطفها انني أستغرب من الناس الذين يحبون أمهاتها أنا عمري ما حبيتها ويوميا تخانقني على أتفه الأسباب هي أنسانة أنانية لأبعد الحدود إذ أنها آثرت وجود خادمة فاسدة وفاسقة في البيت على تسفيرها لأنها تخدمها بشكل جيد أين شرفنا نحن بناتها اللاتي معها في البيت ؟؟؟
من يتقدم لخطبتنا إذا هذا هو حال أمنا ؟؟؟
دمرت حياة والدي بسبب إهمالها للبيت وهذا سبب مرض والدي...
هل تصدقون أنها لا تفارق سجادتها !!
إما أنها تصلي وتقرأ القرآن أو أنها تسب وتلعن وتدعو علينا نحن بناتها لا أحد راض عن تصرفاتها, ووالدي دائما في شجار معها وهو يقول بأنه غير راض عنها ولن يرضى عنها .. لأنها أهملت اسرتها وأهملته ..
هذه رسالة مختصرة وما خفي أعظم ..
هل مثل هذه الأم لي حقوق عليها

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نسأل الله أن يفرج عنك، ونوصيك بالاستعانة بالصبر والرضى بقضاء الله والالتزام بتقوى الله في جميع أحوالك.

قال الله تعالى: [وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ] (البقرة: 45). وقال تعالى: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ] (الطلاق: 2-3). وقال تعالى: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا] (الطلاق: 4).

واعلمي أن بر الوالدين والإحسان إليهما لا يسقطه ما يتهمهما الولد به من سوء المعاملة ولو كان محقا في ذلك، سواء كانا مسلمين أو كافرين، فقد أوجب الله برهما وجعل رضاه في رضاهما.

قال الله تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا] (النساء: 36).

وفي الحديث: رضى الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.

وعليه، فننصحك بتذكر ما عانته أمك في حملك ورضاعتك ورعايتك في صغرك، وأن تدفعي إساءتها بالحسنى، وتسعي في إرضائها وإكرامها قدر المستطاع.

ويمكن أن تحضري في البيت بعض الكتب والأشرطة التي تحرض على طاعة الزوج وإرضائه وعلى تربية الأبناء تربية حسنة، كما يمكن أن تطلبي من بعض الأخوات الصالحات نصحها ووعظها.

وأكثري من سؤال الله أن يرزقك زوجا صالحا، ولا بأس أن تعرضي نفسك على من ترين فيه صفات الزوج الصالح بواسطة ولي أمرك أو بواسطة إحدى محارمه هو، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 12767، 32981، 32655، 20332، 38247، 1841.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني