الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبوهم يشرب الخمر ويؤذيهم وأمهم

السؤال

أريد أن أطرح عليكم مشكلتي التي أظنها من أكثر المشاكل قساوة في هذه الحياة، وأرجو أن تتفهموني وترشدوني إلى ما فيه خيري ووصولي إلى رضى الله، أما بعد: سأحكي إليكم قصتي باختصار شديد عن أب وهو لا يمت إلى الأبوية بشيء أبداً، فهو أب ومنذ أن رأيته في هذه الحياة وهو سكير عربيد لا يعرف عني ولا عن إخوتي أي شيء وأمي رعاها الله وحفظها لنا هي التي تقوم بأي شيء إلى أن مرضت بكل أنواع المرض، وهو لا يهتم ولاحظنا أنه يتعمد أن يؤلمها، بالإضافة إلى أنه لا يعمل وإن عمل وجنى المال ينفقه على نفسه وعلى الخمر، وأخيراً اكتشفنا أنه يعاشر النساء الوضيعات، وعلما بأن أمي هي من أعرق العائلات في بلدنا، وهي محجبة ومتدينة جداً جداً، أنا أكره أبي أنا أكبر أخواتي ولي أخ سيدخل الجامعة هذا العام، وأنا الآن متزوجة وأصبح لي بنت مؤخراً وأخت تبلغ من العمر 10 سنوات، نحن نمقته لأن أمي هي التي ترعانا والأكثر ألما، أنه لا يشاركنا أي شيء، يا فضيلة الشيخ: أنا أكرهه ولا أحب أن أسمع صوته وأشكر الله أنني تزوجت حتى لا أراه، وأنا الآن أحاول أن أساعد عائلتي بما أستطيع، ويا فضيلة الشيخ: كل مرة يعمل شيئاً مشيناً كان يأتي في أنصاف الليالي وهو سكران وآخر مرة منذ 5 أشهر أنه غاب عن البيت لمدة يومين حتى أمي والتي لم تفتح فمها يوماً تحدثت إلى أخي الأصغر مني ليراه أين هو ذهب، ولما وجده عرفنا أنه كان لا يعي شيئاً وكان يعيش مع امرأة وضيعة لا أدري ما أقول لك ماذا فعلت أمي، المهم أرسلتنا أمي لنراه في بيت جدتنا فلما رآني قال لي أذهبي وأنت ابنة عاقة وأشياء كثيرة لا أستطيع البوح بها، ماذا أنا فاعله أفيدوني أفادكم الله وأرجو أن تجيبوني فأنا لم يسبق لي أن طرحت هذه المشكلة من قبل، وأرجو السرية وعدم عرضها؟ أثابكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك طاعة أبيك والإحسان إليه وإن أساء إليك، فحق الوالد من الإحسان والطاعة في المعروف لا يسقط حال كفره، فكيف إذا كان مسلما عاصياً، وأما ما قام به أبوك من التعدي لحقوق الله وانتهاك المحرمات والإساءة في حق زوجته وفي حقكم فذنوب عظيمة يجب عليه أن يتوب منها، وأن يبادر بذلك قبل نزول الموت، وإن أمكنكم نصحه ولو بشكل غير مباشر فافعلوا فإن ذلك من القيام بالحق الذي له عليكم، وإن أمكنكم أن تحولوا بينه وبين المعاصي وجب عليكم ذلك، كأن تخبروا من يقدر على منعه من قرابته أو غيرهم.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني