الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أعيش في دولة ربوية وأعاني من الفقر الشديد في كل متطلبات العيش علما بأن جميع بنوك الدولة تتعامل بالربا فما الحل برأيكم؟ و أرغب في الحصول على عمل في أي دولة مع العلم بأن المؤهل هو بكالوريوس اقتصاد -قسم برمجةالحاسب...ليبيا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يصلح حالنا وحالك، وأن يفتح علينا وعليك أبواب فضله ورزقه.

أخي الكريم.

اعلم أنه لا يجوز العمل لا كتساب الرزق بطريق الحرام فالله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم، وقال: يا أيها الذي آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك.

رواه مسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به. رواه الترمذي.

وقال عليه الصلاة والسلام: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم اسبتطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ماعند الله لا ينال إلا بطاعته. رواه الطبراني وغيره.

فاكتساب الرزق من خلال العمل بالبنوك الربوية محرم لا يجوز، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم في الربا خمسة: آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم في الوزر سواء. رواه مسلم.

وعلى المسلم أن يطلب الرزق من طريق حلال وليس بالضرورة أن يشتغل في بنك، فإن لم يجد في المصارف الإسلامية مجالا، أو لم توجد فليبحث عن سبب آخر من أسباب الرزق، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، قال الله سبحانه: [ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ] (الطلاق: 3)

ولتعلم أخي السائل أن الأرزاق بيد الله تعالى، فهو مالك خزائن السماوات والأرض، كما قال سبحانه: [وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ] (الحجر:21)

ولكن إذا بلغ الحال بالمرء حد الضرورة بحيث لو لم يأكل من الحرام لهلك أو قارب فإن الضرورة تبيح المحظورات إلا أن الضرورة تقدر بقدرها فلا يجوز للمرء تعدي حال الا ضطرار والاستمرار إذا زالت الضرورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني