الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذو خلق ودين ولكنه عقيم وسبق له الزواج فهل ترضى به؟

السؤال

أولاً أشكركم جزيل الشكر على ما تبذلونه من جهد، أريد من فضيلتكم أن تعطوا أهمية لسؤالي: شاب يريد أن يتقدم لخطبتي وهو متدين جداً وهذا ما أعجبني أكثر فيه ولكن المشكلة أنه كان متزوجاً وكذلك عقيم لا يلد، وهذا ما اعترف به لي بنفسه، مع العلم بأنني أرتاح له، ما رأيكم؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن من غايات الزواج العظيمة التي شرع من أجلها هي طلب الولد لما روى الترمذي وأبو داود وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم.

وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن العقم ليس عيباً يوجب الخيار بحيث يتوجب على صاحبه إبداءه عند الزواج، قال ابن قدامة في المغني: لا نعلم في هذا بين أهل العلم خلافاً. انتهى.

وذلك أن العقم غير مقطوع به حقيقة فيمن يظن به ذلك، فلعله يولد له من هذه وإن لم يولد له من غيرها وهذا أمر مشاهد, وعلى هذا فالذي ننصح به السائلة أن تقدم على الزواج من هذا الرجل المتدين بعد الاستخارة ولتلجأ إلى الله الجواد الكريم فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، ثم عليكم بالأخذ بالأسباب إذا لم يتيسر ذلك أخذاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وانظري الفتوى رقم: 11394.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني