الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة على غير الرسول جائزة تبعا للصلاة عليه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله وصحبه الأبرار
أما بعد: أود أن أسأل حضرتكم سؤالا يبادر ذهني من فترة معينة أثناء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر بالصلاة عليه فقط من غير آله وإذا أردنا أن نضع آله نلزم الصحابة معهم وأنا أعلم بأن القرآن الكريم صلى علي النبي لوحده ولكن لماذا اثناء الصلاة نصلي على محمد وآل محمد من غير الصحابة وتبطل الصلاة إذا لم نذكر آل محمد
ولكم مني جزيل الشكر يرجي الجواب بالتفصيل الممل حتى أفهم ورحم الله امرءا تعلم علما وعلمه
وفي أمان الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة أمر الله تعالى بها في قوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ سورة الأحزاب: 56]. ويترتب عليها الثواب الجزيل لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. رواه مسلم وغيره.

وتتأكد الصلاة عليه عند ذكره، لقوله صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي. رواه الترمذي وصححه الألباني.

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة يسن أن تكون بلفظ: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: تسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة بقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ويتأكد ذلك إذا ذكر صلى الله عليه وسلم وهي فرض كفاية.انتهى. وبالتالي فالصلاة عليه في هذه الحالة بدون ذكر آله خلاف السنة حسبما ذكره في الفروع، ولا يلزم مع ذكر الصلاة عليه وآله ذكر صحابته بل ذلك جائز فقط، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية أيضا: وقال الشيخ وجيه الدين: الصلاة على غير الرسول جائزة تبعا لا مقصودا لأن الله تعالى خص الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلا يشاركه غيره فيه.انتهى.

أما داخل الصلاة فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام إلى الصيغة التي يقولونها وليس فيها ذكر للصلاة على الصحابة، ففي الحديث المتفق عليه واللفظ للبخاري عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة، قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وهناك صيغ أخرى صحيحة غير هذه.

والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فرض في التشهد الأخير من الصلاة عند الشافعية والحنابلة تبطل الصلاة بتركها ولم نقف على من قال من أهل العلم بوجوب الصلاة على آله صلى الله عليه وسلم ولا كون الصلاة تبطل بترك ذلك بل إن ركنية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند من يقولون بها تتحقق بقول: اللهم صل على محمد بدون ذكر الآل كما هو منصوص في كتبهم، وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 4863، والفتوى رقم: 21413.

وعليه؛ فمن السنة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة بلفظ: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ولا يلزم مع ذكر الآل ذكر الصحابة بل هو جائز فقط.

والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ركن في التشهد الأخير من الصلاة عند الشافعية والحنابلة تبطل الصلاة بتركها، والصلاة على الآل لا تبطل الصلاة بتركها.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني