الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تهجر أمها التي تذهب إلى الفتاح

السؤال

هل يحل لي هجر أمي التي تذهب لما يسمى بالفتاح ليعلمها بأشياء، مثل: هل زوج أختي جيد أو لا؟ أو هل سنزورها أو لا؟ وهكذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفتاح الذي يستفتح للناس ويزعم إخبارهم بالغيب هو في درجة العراف والكاهن. روى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن بعض أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.

والعراف لا يعرف شيئا من الغيب. قال تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [سورة النمل: 65].

وعليه؛ فما تفعله أمكم أمر خطير جدا، وعليكم بنصحها ودعوتها إلى التوبة من ذلك وموعظتها بالحكمة، فإن لم تنته عن ذلك، ولم تقبل النصح، فلك أن تهجريها في عين المعصية التي ترتكبها، فلا تذهبي معها إليه أبدا، وعليك بالبر بها ومصاحبتها بالمعروف. قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [سورة لقمان: 15]. وراجعي في هذا فتوانا رقم: 18120.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني