السؤال
إذا تفرَّد ابن عساكر بحديث، فهل يوجد تحقيق لكتاب تاريخ دمشق يحكم على هذه التفرُّدات؟ أو هل يوجد كتاب اعتنى بجمع الأحاديث الصحيحة، كـ: الجامع الكامل لضياء الرحمن، أو جامع السنة، أو معالم السنة، مثلًا؟
إذا تفرَّد ابن عساكر بحديث، فهل يوجد تحقيق لكتاب تاريخ دمشق يحكم على هذه التفرُّدات؟ أو هل يوجد كتاب اعتنى بجمع الأحاديث الصحيحة، كـ: الجامع الكامل لضياء الرحمن، أو جامع السنة، أو معالم السنة، مثلًا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهناك من قام بتحقيق تاريخ ابن عساكر، ومن أشهر المحققين للكتاب هو الدكتور عمر بن غرامة العمروي، ونشرته دار الفكر سنة 1415هـ، ولكن لم يكن من مناهج من حقق الكتاب أن يحكم على الأحاديث الواردة في الكتاب، كما نص العمروي في منهجه في التحقيق، ولا نعلم عملاً علميًا شاملًا لتخريج الأحاديث الواردة في الكتاب، أو التي تفرد بذكرها ابن عساكر، وإن كان هناك بعض الدراسات والأبحاث الخاصة ببعض التراجم في الكتاب، ككتاب: أحاديث تاريخ ابن عساكر "حرف الميم" لمؤلفه: أبو نور الدين محمد محسن الشدادي، كما تجد الحكم على بعض الأحاديث التي تفرد بها ابن عساكر في بعض كتب الشروح، وفي بعض الأبحاث الموضوعية، تبعًا لجمع النصوص الواردة في موضوع معين، لا قصدًا لتخريج أحاديث الكتاب والحكم عليها.
ولا شك أن الأصل -في الأحاديث التي تفرد بها ابن عساكر- الضعف، شأنها شأن ما في الضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي، والتاريخ للخطيب، ومسند الفردوس للديلمي، ونوادر الأصول للحكيم الترمذي، والتي يغني العزو إليها عن بيان ضعفها، كما قال الحاج عبد الله العلوي الشنقيطي في هدي الأبرار على طلعة الأنوار في علم الحديث:
وما نُمي لِعَقْ وعَدْ وخط وكر ومسند الفردوس ضعفه اشتهر
كذا نوادر الأصول وزِدِ للحاكم التاريخَ ولتجتهدِ
وهذه الرموز بالترتيب هي: عق: للعقيلي، وعد: لابن عدي، وخط: للخطيب، وكر: لابن عساكر، إلى آخره.
مع التحذير من التسرع في الحكم على تلك الأحاديث التي يوردها ابن عساكر في تاريخه، دون تتبع لطرق الحديث؛ لكون الأمر يحتاج إلى دقة ومزيد تأمل وبحث.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة - في تعليقه على حديث ذكره ابن عساكر في تاريخه وحكم عليه الألباني بالوضع: وجزم المناوي في "التيسير" بأن سنده ضعيف. وكأن ذلك منه بناء على القاعدة فيما تفرد به ابن عساكر، ولو وقف على إسناده لأعطاه ما يستحق من النقد!. انتهى.
أمّا بخصوص الكتب التي أشرت إليها كمعالم السنة، وجامع السنة، والجامع الكامل، فلم يكن تاريخ دمشق لابن عساكر من جملة الكتب التي جمعت في مؤلفات أيٍ منهم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني