الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رؤية الكدرة بعد مضي زمن العادة

السؤال

عادتي الشهرية دائمًا ثمانية أيام، وأستحمّ في اليوم التاسع. وأذكر أنه في مرتين سابقتين نزلت كُدرة في اليوم التاسع، ولا أعلم هل أعدّها من الحيض أم لا، لذا؛ كنت دائمًا أنتظر حتى اليوم التاسع قبل أن أغتسل، خاصة أن عندي إفرازات صفراء مستمرة طوال الشهر، لكنها تنقطع لساعات.
فعندما ألاحظ أن إفرازات الدورة تحوّلت إلى اللون الأصفر، أنتظر حصول الجفاف -ولو لساعتين- ثم أغتسل.
في هذه المرة، بدأت الدورة يوم الثلاثاء، وكان من المفترض أن تنتهي يوم الثلاثاء التالي، لكني لاحظت في نهاية اليوم ظهور الإفرازات الصفراء، فانتظرت إلى يوم الثلاثاء، ووجدت عند الظهيرة أنها امتزجت بلون بني، فاعتبرتها من الحيض.
انتظرت إلى يوم الأربعاء، وخلاله لم أرَ سوى إفرازات صفراء، وقد توقفت لمدة تقارب الساعتين، فاغتسلت. لكن بعد الصلاة، وجدت إفرازات بلون أخضر. مع العلم أن هذه الإفرازات الخضراء تأتيني في أوقات متفرّقة على مدار الشهر، فقد تظهر قبل الدورة بأسبوع، أو بعدها بأسبوع، أو حتى في منتصف الشهر. ولذلك تجاهلتها هذه المرة، ولم أغتسل مجددًا لصعوبة الأمر عليّ.
والدورة عندي لا تبدأ ولا تنتهي عادة بإفرازات خضراء، وإنما تظهر هذه الإفرازات في غير وقت الحيض. فهل تُعدّ الإفرازات الخضراء من الحيض؟ وهل اغتسالي كان مُجزئًا، وهل ما فعلته صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلتِه من الاغتسال بعد تحقق الجفاف صحيح ومجزئ، ولا يلزمكِ إعادة الغسل بسبب نزول تلك الإفرازات بعده؛ لحديث أم عطية -رضي الله عنها-: كنّا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئًا. رواه أبو داود. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 120275.

وأمّا بالنسبة للكدرة التي رأيتِها في اليوم التاسع بعد مضي زمن العادة لديكِ (ثمانية أيام)، فإن كانت قبل رؤية علامة الطهر، فإنها تُعدّ من الحيض، فما فعلتِه من الانتظار حتى يتحقق الطهر صحيح؛ لما رواه مالك في الموطأ عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان النساء يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف، فيه الصفرة من دم الحيضة، يسألنها عن الصلاة. فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء، تريد بذلك الطهر من الحيضة.

وأمّا إن كانت نازلة بعد ظهور العلامة التي تعرفين بها الطهر (الجفاف التام) ولو لساعتين ونحو ذلك، فلا تُعتبر من الحيض، ولا يلزمكِ الانتظار إلى نهاية اليوم، بل متى رأيتِ علامة الطهر، فقد طهرتِ ووجب عليك الاغتسال. وللفائدة تراجع الفتوى: 117502.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني