الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج من تنتابه حالات الاضطراب وعدم ضبط النفس

السؤال

فضيله الشيخ أنا شاب مسلم أؤدي فرائضي بأكملها والحمد لله
والدي متوفى وأنا أعيش مع والدتي في أحد البلدان العربيه أي خارج بلدنا
ولكن يا شيخنا أنا تنتابني أيام أريد أن أكسر بها أي شيء أمامي لولا أنني أجتهد في ضبط نفسي وأحيانا أشعر أنني أريد أن أقتل نفسي ووالدتي ولا أعرف بصراحة لماذا هذه الحاله تنتابني رغم أنني أعيش عيشة كريمة ووالدتي والحمد لله مؤمنة ولكن لا أعرف لم
أرجوكم أفيدوني ما الذي أفعله خصوصا إننا سنعود إلى بلدي العراق بعد أسبوعين وممكن أننا نستقر ببلدنا
ماذا أفعل فضيلة الشيخ
أفيدوني وساعدوني ساعدكم الله في الدنيا والآخرة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمثل هذا التوتر الذي يحصل لك يجب المسارعة في علاجه والتخلص منه، لأنه نقص في الدين وخلل في وظائف المرء تجاه رب العالمين، ولا تظن أن علاجا أنفع لك من اللجوء إلى الله تعالى والاعتصام به، وأول طريق لهذا الاعتصام هو دعاء الله تعالى. قال عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ {النمل: 62}. وقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60}.

والاستعانة بالصلاة على مثل هذا هو سنة النبي الأمين ودأب الأولياء والصالحين. قال تعالى: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة: 45}

وروى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها. وصححه الألباني.

كما أن الإكثار من ذكر الله تعالى في كل وقت وحين سبب عظيم في هداية النفس واطمئنان القلب. قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد: 28}.

وعلى من أراد أن يتخلص من مثل ما أنت فيه أن يلزم مجالسة الصالحين، ويتتبع حلق العلماء والمتعلمين والقارئين والتالين، فإنها مجالس تحفها الملائكة وتتنزل عليها الرحمة. ومما لا شك فيه أن ما يصيب العبد من ضيق وضنك فسببه الأول هو الإعراض عن ذكر ربه والتفريط في طاعته والوقوع في معصيته. قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا {طه: 124}. وقال تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن: 11}.

ولذا، فإننا نوصي الأخ السائل بأن يديم الارتباط بالله تعالى والتمسك بحبله. وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8676، 10397، 14220، 12722.

علما بأنه يجب عليك ضبط نفسك مع أمك خصوصا ومع الناس عموما حتى لا تقع في العقوق الذي هو من أكبر الكبائر، والله نسأل لنا ولك الهداية والتوفيق، وراجع الجواب: 8173.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني