الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اليأس من غفران الذنب من مكايد الشيطان

السؤال

أنا شاب التزمت منذ عام وقد كنت قبل ذلك لي شهوة تجاه الرجال وأتمنى أن أعاشر رجلا عن المرأة ولكني لم أفعل الفاحشه والتزمت وكسرت الفاكس حتى لا أدخل على تلك المواقع مرة أخرى ولكن تم تجديد الجهاز بعد ستة أشهر من التزامي وتم شراء فاكس وكاميرا ووجدت نفسي أنغمس في غرف الشات بالكاميرا وأفقد نفسي شيئا شيئا ولم أعرف سبيلا للتوقف و في نفس الوقت أعمل في طريق الدعوة وجاء يوم كنت في إيمانيات عالية ودخلت أحد المنتديات ورددت على شخص في حالة ركود إيماني فنصحته وقبل أن أخرج من النت وجدت نفسي أدخل غرفة الشات وتعرفت على شاب أردني وهو جار لي وقال لي تعال حالا ووجدت نفسي أذهب له في نفس الوقت الذي يؤذن المؤذن للعصر ولكني ذهبت وانتهى كل شيء و تمت الفاحشة بيننا وبعد ذلك أحسست أني حطام إنسان وأني ملعون ولن يقبل مني عمل وأني انتهيت وبكيت في قيامي وبكيت وبكيت وأرجو مغفرة الله ولكني عندما قرأت في كتب التوبة لم أجد سابقة مثل عملي فقد ارتكبت الفاحشة في عز إيماني وأشعر أنه ليس لي توبة كما أن حد القتل لا أعرف هل يلزم تنفيذه أم يسقط عني بتوبتي أرجو الرد علي فأنا محطم وأشعر أني مهما فعلت فذنبي أثقل من ذلك علما بأن عملي الدعوي قد زاد جدا وأصبح أكثر فاعلية بعد إحساسي بذنبي كما أني عزمت على عدم القرب من هذه الفاحشة بأي عمل وقررت مقابلة الشاب لدعوته للتوقف عن ذلك الأمر وقابلت هذا الشاب ثانية وتكلمنا في ندمنا ووجدته قد تاب عنه بالفعل أريد ردكم في أمر توبتي وفي أمر الحد وماهي السبل لذلك

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حذر الله تعالى من اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {النور: 21}. وإن المواقع الإباحية في الإنترنت لهي خطوة من خطوات الشيطان.

وإن فاحشة اللواط بين الرجلين لَمِنْ أنكر الفواحش وأقبح الآثام، فبادر إلى التوبة من الانغماس في غرف الشات، ومما كنت فيه من الشذوذ الجنسي.

واعلم أن المسلم إذا تاب إلى الله توبة صادقة فإن الله يغفر له ما صدر منه من الذنوب. قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

والشعور بالذنب إذا دعا إلى حسن العمل والفرار من المعاصي وحمل على صدق اللجوء إلى الله طمعا في رحمته وخوفا من عقابه فإنه يكون محمودا نافعا.

واعلم أن اليأس من غفران الذنب إنما هو وسوسة من مكايد الشيطان يريد بها أن يظل المرء قانطا من الرحمة ومنغمسا في المعاصي، فأبعد عنك تلك الهواجس.

واستر نفسك فإن الحد إنما يجب لمن أعلن عن ذنبه، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بستر المرء ما اجترح من السيئات فقال: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإنه من ُيبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني