السؤال
أنا مبتلى بعدم قدرتي على غض البصر عن النساء، وأثناء أدائي لمناسك العمرة لم أستطع أن أغض بصري عن النساء، وكنت أنظر كثيرًا أثناء أداء مناسك العمرة. فهل بذلك تكون العمرة غير صحيحة وغير مقبولة؟ مع أنني أعلم أن نيتي كانت خالصة لوجه الله تعالى لأؤدي العمرة بشكل صحيح، وكنت مشتاقًا لأدائها، ليصلح الله حالي ويستجيب لدعائي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن غضّ البصر عن الحرام، واجب على المعتمر وغيره. لكن المخالفات عمومًا في الحرم أغلظ وأكبر في الحرم منها في غيره، فجاهد نفسك على غض البصر، واستحضر مراقبة الله تعالى، واطلاعه على خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وإذا وقعت عينك على محرم، فاصرفها عنه على الفور، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور: 30].
وغض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج، وصلاح القلب، وراجع في فوائده وثمراته، الفتوى: 78760.
وإذا كنت غير متزوج، وتقدر على الزواج، فبادر به؛ فإنه أنجع علاج، وأقوم سبيل لتحصين الفرج، وغض البصر، وإن كنت غير قادر على الزواج، فاصبر واستعفف، ومما يعينك على ذلك كثرة الصوم، مع حفظ السمع والبصر، والحرص على مصاحبة الصالحين، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وراجع الفتوى: 23231.
وبخصوص العمرة التي ذكرتها، فإنها صحيحة، ولا يؤثر على صحتها إطلاق النظر في الحرام. لكنه ينقص ثوابها. وانظر التفصيل في الفتوى: 362773.
والله أعلم.