الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا توجد سورة تسمى سورة النساء الوسطى

السؤال

أرجو منكم أن تفيدوني في هذا السؤال: ما هي السورة التي يطلق عليها سورة النساء الوسطى؟ ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يوجد في القرآن الكريم سورة تسمى سورة النساء الوسطى بهذا الإطلاق -فيما اطلعنا عليه- إلا إذا كان ذلك على سبيل المجاز وباعتبار السور التي ذكرت فيها أكثر الأحكام المتعلقة بالنساء هي البقرة، والنساء، والطلاق، فقد ورد في صحيح البخاري وغيره أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه قد يتبادر إلى الفهم منه أن في القرآن الكريم سورة النساء الطولى، والطويلة، والقصرى.

وجاء عنه ذلك في معرض الحديث عن عدة المتوفى عنها هل تعتد بأبعد الأجلين أو بوضع الحمل؟ فقال رضي الله عنه: أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى: وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ.

ويقصد بالطولى سورة البقرة التي جاءت فيها عدة المتوفى عنها بأربعة أشهر وعشرا كما في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا {البقرة:234}، وما قد يتبادر إلى الفهم من أن ابن مسعود يسمي سورة البقرة سورة النساء الطولى أو الأولى، وأنه يسمي سورة النساء المعروفة التي هي السورة الرابعة في ترتيب المصحف الوسطى أو الطويلة، وأنه يسمي سورة الطلاق سورة النساء القصرى أو الصغرى.

ليس هو قصد ابن مسعود -كما في تفسير التحرير والتنوير- فلم يرد عنه ولا عن غيره من السلف أنهم كانوا يسمون سورة البقرة سورة النساء الطولى، ولعله كان يقصد بالسورتين الطولى والقصرى الآيتين اللتين ذكر فيهما أمر العدة وما أشبه ذلك من أحكام تتعلق بالنساء.

والحاصل أنه لا توجد في القرآن سورة تسمى سورة النساء الوسطى، ولا تصح هذه التسمية خاصة إذا اعتبرنا أن تسمية السور القرآنية تتوقف على السماع والآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني