الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أخطر مداخل الشيطان

السؤال

أرجو منك وأستحلفك بالله أن تقرأ رسالتي إلى آخرها رغم طولها جزاك الله عني خيرا
أنا سيدة أبلغ من العمر 27 سنة متزوجة من أربع سنوات ولدي طفل. عندما نوينا أن نصيف فذهبت أنا وزوجي وأختي وزوجة أخي وأمها وأخيها فمكثت أنا وزوجي وأختي في شقة أما زوجة أخي وعائلتها فمكثوا مع خالتها في شقتها، المهم كنا ننزل الشاطئ معا فأجلس تحت الشمسية وينزل زوجي وأختي وزوجة أخي وأخيها إلى الماء فشعرت بالغيرة لكرامتي والضيق الشديد وبدأ هذا الضيق علي طيلة الرحلة أنا لا أشك في زوجة أخي ولا زوجي ولكن أعتقد أن من المفروض أن أكون أنا وسط كل هؤلاء. أطلب من زوجي أن يتمشى معي في المصيف فيرفض وإذا بي أفاجأ بعد ساعتين من طلبي له أنه أخذ زوجة أخي وأخاها و أختي وخرجوا للتمشية فبالله عليك ماذا أفعل في مثل هذا الموقف. وموقف آخر ونحن نجلس في نادي على البحر فإذا بنا نتكلم عن السن ويقول كل واحد سنه فقلت إن عمري 27 سنة فإذا بزوجة أخي تقول لي \" إذا ستكونين بعد ثلاث سنوات عمرك 30 سنة \" وماذا في ذلك لا أدري وما قيمة هذه المعلومة بالنسبة للجالسين فالكل يعلم ذلك من غير أن تقول فما فائدة هذه المقولة وزوجي جالس معنا. مع العلم بأن عمرها 21 سنة وهي تتباهى بذلك طبعا ودائما أمام الجميع. فرجعت من المصيف لا أطيقهم وفي داخلي بركان لا أدري أين أفرغه وإذا بي أتصل بصديقة لي لأفرغ شحنتي فإذا بها تسيء إلى زوجة أخي وتقول لي إنها غير أمينة على أخي فرفضت هذا التفسير لأني أثق في أخلاقها ولكن تفسيري أنها صغيرة وتود أن تظهر جمالها وعمرها الصغير أمام الجميع ولكن ما يقلقني زوجي وأنت تدري أن الشيطان شاطر وسؤالي هل أنا اغتبتها مع صديقتي ولكن يعلم ربي بما داخلي من غليان لكرامتي . وإلا بما تفسر كل ما رويته لك. ماذا أفعل على الرغم من أني أصلا لا أحب زوجي ولا أشعر معه بأي متعة أثناء المعاشرة وأعاني من هذه المشكلة طيلة 4 سنوات ولا أعرف الحل وزوجي يرجع هذه المشكلة لي بخصوص موضوع الختان ويدعي برودي الجنسي ولكن ذهبت إلى الطبيبة وتأكدت أني طبيعية جدا وأحتاج إلى الجنس ولا أجده وأحتاج إلى العاطفة ولا أحبه وقد حاولت أن أرضى بقضاء الله وأكيف حياتي التي ينقصها كل شيء على هذا اللاشيء ولكن موضوع المصيف وما حدث جعل حياتي أكثر مرارة جعلني أشعر بفقداني كل شيء كنت أملكه من جمال وخفة ظل وبسمة للحياة لا تظهر الآن إلا علي زوجة أخي. ألا يشعر زوجي بما يسلبه مني يسلب مني الفرحة والراحة والحب والعاطفة والجنس يقتل في كل معاني الحياة ويتركني جسدا خاويا لا شيء فيه الآن وقبل ذلك بأربع سنوات وأنا لا أشعر بشيء من حولي مثل الآلة التي تؤدي ما عليها في الحياة من تربية طفل وتنظيف منزل وإعطاء جسدي لزوجي دون روحي روحي التي تتعذب وسوف تتعذب طيلة حياتي لا أشعر بعمري وأتمنى أن يتوقف حتى يتوقف العذاب وبعد كل هذا لا يحافظ حتى على شعوري أو كرامتي ولا أدري ماذا أفعل أرجوك ساعدني في حل مشاكلي التي تدمر وتعكر علي حياتي وماذا أفعل مع زوجة أخي التي بدأت آخذ منها موقفا بعد ماكنت أعتبرها أختا لي وكنت لا أذهب في أي نزهة أنا وزوجي إلا وهي وأختي معنا على العلم بأننا كلنا أقارب أبناء عم أفيدوني أفادكم الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما نريد التنبيه عليه في إجابتنا على هذا السؤال هو أنك رويت قصة فيها اختلاط شديد بين نساء ورجال، مما يجلب في العادة فتناً كثيرة، ويؤدي في الغالب إلى نتائج سيئة، وقد نهى الله عن كل ما من شأنه أن يثير العواطف بين الجنسين في غير نطاق الزواج وملك اليمين. قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ {النور: 30-31}. وقال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.

واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن كل ما أصابك من المعاناة والعذاب النفسي هو بسبب مخالفة أوامر الله بالخروج إلى المصائف المختلطة، فتوبي إلى الله من جميع ذلك، وبيني لزوجك أنه أخطأ في نزوله المذكور مع نساء أجنبيات عليه، وعرفي أسرتك وسائر من رافقوك في الرحلة بذلك، ثم حاولي أن تهوني على نفسك، فإن الشيطان يقوى عليك إذا علم ما أنت فيه من الضعف النفسي والعاطفة الجياشة والغيرة الشديدة.

واعلمي أن مسألة السن ليست ذات اعتبار، فإذا كانت زوجة أخيك تباهي بصغر سنها فذلك نقص في إدراكها للأمور، فلا يحز ذلك في قلبك، فإنه ليس شيئا معتبرا، وكذلك جمالها الذي ذكرت إن لم يكن يصحبه جمال في الأخلاق فلا فائدة فيه.

وحاولي أن تطوري علاقتك بزوجك بأن تتجملي له وتحسني له في التبعل وتبحثي عن مواطن رغبته حتى تجعليه يلتفت إليك برغبة وعناية.

وعلى زوجك هو الآخر أن يزيل عنك ما تجدينه من الوحشة والعذاب النفسي استجابة لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}.

وأما ما سألت عنه مما إذا كنت اغتبت زوجة أخيك بما قلت، فإنه يُنظر فيه.. فإن كانت تكرهه فهو غيبة، وإلا فلا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره.. الحديث. رواه مسلم.

ولا تتمني الموت، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن تمنيه، قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ونسأل الله لكم جميعا التوفيق والاستقامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني