الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الأدعية المبتدعة

السؤال

أقرا كثيرا من الأدعية تنص على الآتي:(اللهم سخر لي خدام هذه الآية) فما الحكم فيها، وأيضا (اللهم سخر لي جميع خلقك بأن يقضوا لي حوائجي) فما الحكم فيها، و(أقسمت عليكم يا خدام هذه الآية الشريفة) فما الحكم فيها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدعاء من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع، لا سيما إذا كانت في أمور غيبية لا يعلم عنها شىء إلا عن طريق الوحي كهذه الأدعية المذكورة، فلم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لأي القرآن خداما، فإثبات مثل هذا تقول على الله، قال الله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {الاسراء:36}، وقال صلى الله عليه وسلم: سيكون من أمتي أقوام يعتدون في الدعاء. ثم قال: قال الله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {لأعراف:55} رواه أحمد وأبو داود عن سعد بن أبي وقاص وصححه الألباني. قال الحافظ: هو طلب ما يستحيل شرعاً. اهـ . وقال المناوي: تجاوز الحدود والدعاء بما لا يجوز. اهـ. فهذه الأدعية والتعازيم من البدع التي لم تنقل عن رسول الله ولا عن الصحابة ولا التابعين، ولا عن أحد من الأئمة وإنما يوجد مثل هذا في الحروز التي يكتبها الجهال من الرقاة وغيرهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. متفق عليه، عن عمران بن حصين. قال ابن مسعود: من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني