الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم غصب محل مملوك ليهودي

السؤال

عندي محل أشتغل فيه ولقد قمت بشراء المحل من قبل خمسة وعشرون سنة وأنا أشتريه من شخص والشخص يدفع إلى الدولة إيجارا وهو ملك الدولة ولكن الدولة أخذته من صاحبه هناك ثم يقول إنه ملك يهودي وهناك من يقول ملك هذا الرجل والثابت أنه ملك هذا الشخص. ما حكم عملي فيه وكيف أعمل أفيدوني أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تضمن سؤالك عدة أمور هي:

- أن الدولة أخذت المحل من صاحبه وكانت تؤجره للمستخدمين.

- أنه يحتمل أن يكون ملكا ليهودي.

- أنك اشتريته منذ خمس وعشرين سنة.

فنقول أولا: إن كون المحل ملكا ليهودي لا يسيغ انتزاعه من غير مبرر شرعي، وعليه، فإذا كانت الدولة أخذته من غير دليل شرعي واغتصبته اغتصابا بحجة أن صاحبه يهودي أو لغير ذلك من الأسباب فلا يجوز العمل فيه، لأن في ذلك تعاونا على الباطل، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. ويقول تعالى: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {المائدة: 9}.

وأما إن كانت الدولة أخذته بمسوغ شرعي فلا مانع من العمل فيه.

- وكونك اشتريت هذا المحل منذ خمس وعشرين سنة إذا كنت تقصد بالشراء ما يسمى بدل الخلو أو خلو الرجل، فالذي يجوز منه هو أن يدفع المستأجر لمؤجره مبلغا من المال يتفقان عليه بشرط أن يكون هذا المبلغ محسوبا من أجرة المحل، وأما إن كان مبلغا إضافيا لا يحتسب من الأجرة وليس للمستأجر أجل تنتهي إليه إجارته فإن ذلك لا يجوز، وراجع فيه الفتوى رقم: 30146.

وإن كنت تقصد من شرائك المحل غير ما أجبنا عليه فبين لنا مقصودك عسى أن نجد له جوابا إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني