الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تسمية المولود باسم مليك

السؤال

ما حكم تسمية الوليد المسلم الذكر بـ "مليك" بما أنه صفة من صفات الله التي ذكرت في القرآن الكريم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان جواز تسمية العبد بالأسماء المشتركة التي تطلق على الله تعالى وعلى المخلوق، مثل علي ورشيد وبديع ورحيم، وإن كان الأفضل أن تضاف إليها كلمة عبد، ولتفصيل ذلك وأقوال أهل العلم، انظر الفتوى رقم: 8726.

وكلمة "مليك" بمعنى الملك وهو المالك للشيء، وصيغة فعل للمبالغة في الوصف، وهي وصف من الصفات الجامعة كالعظم والعلو والكبر، وقد جاء الوصف بها في القرآن الكريم لله عز وجل كما جاء الوصف بها للمخلوق، وبين وصف الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين ذات الخالق والمخلوق.

قال الشنقيطي في أضواء البيان: وأما الصفات الجامعة كالعظم والكبر والعلو والملك والتكبر والجبروت ونحو ذلك، فإنها أيضاً يكثر جداً وصف الخالق والمخلوق بها في القرآن الكريم، ومعلوم أن ما وصف به الخالق منها مناف لما وصف به المخلوق كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق.... فقال تعالى في وصف نفسه بالملك: ....الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. وقال تعالى: فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ. وقال تعالىفي وصف المخلوق بالملك: وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ...، وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ.، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء.

وعلى هذا فإن صفة الملك واسم الملك والمليك بصيغة المبالغة مما يوصف الله تعالى به ومما يوصف به المخلوق، ولكن شتان ما بين الوصفين ودلالتهما على المسميين، وعليه فلا مانع من تسمية العبد باسم الملك أو المليك بالمبالغة، وإن كان الأولى أن تصاف قبلها كلمة: عبد ليكون الاسم: عبد المليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني