الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مهما ارتكبت الأم من منكرات فحقها في البر باق

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
إني محتار في بعض الأمور ولا أعرف كيف أتصرف معها أمي مطلقة من أبي وتزوجت من رجل آخر وكنت عند الطلاق في حضانة أمي وكان عمري 4 سنوات فاهتم بي زوج أمي فأحسن لي وعلمني ولم يبخل في يوم من الأيام علي وأنجبت أمي منه ولدين وبنتين وكان يعاملها بكل طيب واحترام وإخلاص فوافته المنية وكان يبلغ من العمر 75 سنة وأمي تبلغ 42 سنة وعند وفاة زوج أمي كان يبلغ أكبر إخوتي 16 سنة وكان لا يملك سوى راتب الشؤون الاجتماعية2500 درهم كان يعيش على قدر الموجود في آخر 11 سنة أصيب بشلل ولكن ليس بشديد يقدر أن يتحرك ولكن يستعين بعكاز المشكلة بعد وفاة زوج أمي اكتشفت أن أمي كانت تخون زوجها وإخوتي الأربعة ليس هذا أباهم وأنهم عيال نزوات حرام وواجهت زوجها بهذا الفعل وأخواتها 4 يعرفن ذلك ولاحظت أن الناس أيضا تعرف هذا فكرهت أمي فواجهتها ولكن بهدوء وكأنها كانت تنتظر الفرصة حتى أكون في الواقع ولليوم الهواتف مع عشاق الحرام ولم يرق لي هذا الفعل فقررت أن أترك البيت وكانت المشاكل كل يوم منها تحريض إخوتي علي لأني ملتزم بشرع الله ودائما أذكرها بيوم الآخرى ولكن تجيب بسخريه وتحلل الربا والنميمة والنفاق والذم وتقذف في عورات الناس وجيراني دائما يشتكون منها وهي تعتقد أنها أفضل من الناس خرجت من البيت وسكنت محل عملي وتبلغ المسافة 300 كيلو ولم أسلم منها أخذت تذمني وتذم زوجتي وولدي وبدأت تنشر القصص عن زوجتي وولدي متزوج من 3 سنوات وكانت تقول ولدي ولد حرام وأخذ الناس يتعجبون من هذا التصرف لأن منطقة والدتي منطقة قبلية يعدون هذا الكلام عيبا وليس هذا حراما وكانت تقسم وأدعت أنني ضربتها ضرباً مبرحاً وكادت تموت لولا أخواتها وإخوتي أنقذوها وأقنعت إخوتي البنات بأنني اتفقت مع عصابة لكي يغتصبوهن رغم أنني لم أبخل عليها بمال ولا نصح وطاعة وكانت طلباتها بعكس الشرع ولم أرض فتكلمت مع أبي كيف التعامل معها فقال أني لم أطلقها من قليل وأصبح الوسواس أني ابن حرام ولكن الحمد لله أن زوجتي زوجة مخلصة مطيعة ولم يراودني شك في يوم من الأيام قررت أن أواجهها بالقضاء ولكن ماذا أقول هل أقول لهم أمي زانية أم أن إخوتي أبناء حرام أو أن زوجها لم يكن ينجب وأنها السبب في موته من كثر الضرب والتعذيب وأنها لا يعجبها كلام الخالق وأنها تتكلم في الناس وتنسب لهم أقوال وأنها دمرت أسرا وكانت خلف الكوليس عاشقة لـ 6 رجال أليست فضيحة وإخوتي اليوم في الجامعات كيف سيتقبلون؟ هذا الكلام بكيت عندما قالت لي أختي إنك ولد عاق لوالدته ولا تستحق الذكر أنت ميت بالنسبة لنا ولا تغتر بطفلك غداً سيعذبك كما عذبت أمي والفكرة في بالي أن أقتل أمي ولكن ربي هو الفاصل
ما بيني وبين الفكرة هذا اختصار وليس الموضوع بالكامل واسمحوا لي إن كان عندي أخطاء إملائية ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما نسبته لأمك من الزنا وقذف الناس وذمهم والإساءة إلى الجيران معاص شنيعة وفواحش كبيرة، وأكبر منها أنك ذكرت أنها لا يعجبها كلام الخالق، وأنها تحلل الربا والنميمة والنفاق والذم.

ومع كل هذا، فإن حقها عليك في البر كأم باق رغم ما نسبته لها من المنكرات، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [سورة لقمان: 15].

فالواجب أن تسترها وتنصحها بالرفق واللين وتدعو لها بالهدى والصلاح والاستقامة آناء الليل وآناء النهار، وأما أن تفكر في قتلها، فذاك عقوق ما فوقه عقوق.

ثم إن قتل المؤمن سبب في الخلود في النار، وفي لقاء أشد العذاب، قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [سورة النساء: 93].

وعلى تقدير صحة ما نسبته لها مما هو مخرج من الملة، فإن الذي يحق له تنفيذ الحد فيها هو الإمام الأعظم، مع أنه من الجائز أن تكون تابت منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني