الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز أن يدعو المرء لإهلاك العصاة من أهل بلده

السؤال

لي صديقة تسأل وتقول .. هل يصح أن تدعو على بلدها بأن تأتيهم ضربة قوية من الله عز وجل لتكون موعظة لهم وتنجي الصالحين منهم، وسبب دعائها هذ وجود المعاصي والفتن التي بدأت بازدياد ملحوظ لا يتصوره العقل .. وعلى فكره هي ترى في كثير من رؤاها أن بلدها هذا يتعرض لألوان من العذاب وغضب الله عز وجل على أهلها،، يعني ذاك البلد ،، أرجو من الله أن تجيبوها لأنها تود أن تعرف ذلك وحتى لا يكون عليها أي إثم بإذن الله تعالى . ونسأل الله لكم التوفيق والسداد وتنوير البصيرة
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس بالدعاء على الظلمة وأهل المعاصي، وقد دعا نوح عليه الصلاة والسلام على الكافرين من قومه لما يئس من هدايتهم، قال تعالى حكاية عنه: وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً {نوح:26}. ودعا موسى على قومه، قال الله تعالى حكاية عنه: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ {يونس: 88}. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على الأحزاب: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم. رواه مسلم. ودعا على قريش، قال: اللهم عليك بقريش. متفق عليه.

وعليه؛ فلا بأس بأن تدعو صديقتك هذه على العصاة من أهل بلدها ليكون فيما يصيبهم عبرة وموعظة لمن ينجو منهم. وعليها أن تخص بدعائها أهل الكفر والمعاصي دون المؤمنين المتقين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني