الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للأبوين الطلب من بنتهما فسخ عقد النكاح

السؤال

أنا فتاة معقود علي من رجل أحسبه صالحا، ولكن غير متكافئ معي من الناحية الاجتماعية, ولكني واقفت عليه لأنه ملتزم وتم العقد وبعد العقد حدثت مشاكل كبيرة جداً بين الأسرتين أدى إلى أن أمي وأبي يريدان أن أطلب الطلاق ويدعون عليَ وتقول أمي إنها غاضبة علي وعلى زواجي هذا حتى تموت, والبيت الآن أصبح في كرب بسبب هذا الموضوع، فماذا أفعل هل أنا فعلاً عاقة إذا أتممت الزواج وخاصة أني أرى زوجي رجلا صالحا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز لأبويك أن يطلبا منك أن تسألي الطلاق من هذا الرجل بعد ما رضيا به وعقدا له ابنتهما، وهو رجل صالح حسب ما ذكرت، ولا يجوز لك امتثال أمرهما في هذا الأمر لأنه مخالف لأمر الله تعالى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يبرر لهما ذلك ما جرى من الخلاف بين الأسرتين.

وعليك أن تصبري على ما يصدر منهما، وتتحملي ذلك كله، وتتوكلي على الله تعالى، لأنك على الحق، وإن استطعت أن تبيني لهما برفق أنهما هما اللذان رضياه لك، وبالتالي فلست مستعدة لتحمل وزر طلب الطلاق من غير ضرر. ثم على والديك أن يعلما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني.

واحذري من طلب الطلاق لغير ضرر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أبو داود وحسنه الترمذي والبيهقي. وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 18036.

وأوصي زوجك بالإحسان إلى أبويك والاعتذار إليهما، وتهدئة الأوضاع من طرف أسرته، لتحتسبي في ذلك كله الأجر عند الله تعالى، فقد وعد بالثواب الجزيل من سعى لإصلاح ذات البين

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني