الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك صلاة الجماعة من أجل الناس رياء

السؤال

أولاً: أرجو من الله العزيز القدير أن تكونوا في صحة وعافية. وأرجو أن تفتوني فإنني من العراق ومن أهل السنة إن شاء الله والآن أنا مقيم في تركيا فعندما أذهب إلى المسجد للصلاة فعند صلاتي وبعد التسليم أرى أن الذين في المسجد ينظرون أو يحدقون بي لأنني أصلي مثل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من التكبيرات وتحريك الأصبع عند الشهادة .... وإلى آخره فعندما أحس أنهم ينظرون لي أنزعج فأقول لن أذهب إلى المسجد مرة أخرى أو أحس مرات بالرياء أفتوني ماذا أفعل هل لا أذهب إلى المسجد أم أصلي صلاتي ولا أبالي أم أصلي مثل ما يصلون؟
وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فاعلم جعلنا الله وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أن الصلاة في المسجد ليست مسألة اختيارية، من شاء فعلها ومن شاء تركها، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم.

والصلاة في المسجد مع الجماعة من أسباب حسن الخاتمة. روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلاة حيث ينادى بها... الحديث.

ومما تقدم تعلم أن صلاة الجماعة في المساجد واجبة على الرجال القادرين الذين ليس لهم أعذار تمنعهم من حضورها، وما ذكرته من تحديق الناس إليك لأنك تصلي كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ليس عذراً يسقط حضور الجماعة، فواصل سعيك إلى المسجد والصلاة فيه أو اذهب إلى مسجد آخر.

وادفع عنك الإحساس بالرياء، فإن ترك العمل من أجل الناس هو الرياء، قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما....

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني