الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل والتكسب بين الوجوب والاستحباب

السؤال

أنا شخص مدين وأعمل في عمل مناسب له عمل ليل ونهار وهذا الدين والله أعلم كنت ضعيف الإيمان وابتليت بالدين والآن بفضل الله أسعى للالتزام بأوامر الله وأطلب العلم، ولكن عملي يأخذ وقتا بالصبح والنهار وأود اكتساب رزقي وسداد ديني هل أكتفي بعمل النهار قدر المستطاع ثم أطلب العلم، حيث أود زيادة إيماني وقربي من الله، حيث إنني أهتم الآن بآخرتي بفضل الله أكثر من دنياي وكل ما يحزنني هذا الدين أود التخلص منه، ماذا أفعل أشتغل ليلاً ونهاراً أم أعمل فترة بالنهار وأقلل من عمل الليل لله تعالى حيث بالله يقضى كل شيء وبالإيمان سبب رضى الله، أخشى أن يكون لدي هوى في نفسي دلوني على العمل وطريقته وكيف أكسب الإيمان وإعطاء الناس حقوقهم وهذا من الإيمان أيضاً؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العمل والتكسب لطلب المال يكون فرضا على الشخص إذا كان عليه واجبات كالنفقة الواجبة وقضاء حقوق الناس، وأما طلب العلم الزائد على فرض العين فهو مستحب، وقد قال أهل العلم: إن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، وحقوق الناس مبنية على المشاحة، لاستغناء الله تعالى وحاجة العباد.

على أن بعض أهل العلم ذهب إلى أن التكسب غير الواجب أفضل من التفرغ للعبادة، لأن نفع العبادة قاصر ونفع التكسب متعد، لهذا ننصحك بمتابعة العمل حتى تقضي عنك الدين، ثم تنظر في أمرك بعد ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. رواه مسلم، وإذا وجدت فرصة في تلك الفترة لطلب العلم فلا تضيعها.

وننصحك بالإكثار من الأدعية المأثورة في قضاء الدين ومنها: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك. رواه الترمذي، ومنها ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له: «أَلَا ‌أُعَلِّمُكَ ‌دُعَاءً ‌تَدْعُو ‌بِهِ ‌لَوْ ‌كَانَ ‌عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلٍ دَيْنًا لَأَدَّى اللَّهُ عَنْكَ؟ قُلْ يَا مُعَاذُ , اللَّهُمَّ مَالِكُ الْمُلْكِ , تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ , وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ , وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ , وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ , بِيَدِكَ الْخَيْرِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , رَحْمَانُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , تُعْطِيهُمَا مَنْ تَشَاءُ , وَتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ , ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ». رواه الطبراني. وهو حديث حسن.

ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والثبات وتيسير الأمور، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 41315، 47551.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني