الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث(إذا ريتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)

السؤال

هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف، "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان"، حيث إنه لا أحد يقدر أن يشهد لأحد بالإيمان حسب الآية القرآنية، قال الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي بسند فيه أبو السمح دراج بن سمعان عن ابن الهيثم.

ونقل ابن حجر في القول المسدد أنه صحح حديثه عن ابن الهيثم الترمذي وأنه احتج به ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم.

وقد نقل السخاوي والعجلوني تصحيح ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ولم يتعقباه، وظاهر صنيع النووي في رياض الصالحين ثبوته فإنه تعهد في الرياض أن لا يذكر إلا حديثاً ثابتاً.

وقد ضعف رواية دراج عن ابن الهيثم كثير من أهل العلم منهم الإمام أحمد وأبو داود والذهبي في التلخيص، وقد صحح الحديث من المعاصرين الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في تحقيق صحيح ابن خزيمة وضعفه الألباني والأرناؤوط.

وأما الشهادة للمصلي في المسجد بالإيمان فإنه لا حرج فيها إن ثبت الحديث وقد بين المناوي في شرح الجامع والمباركفوري في شرح الترمذي والسندي في شرح سنن ابن ماجه أن الطيبي شرح قوله: فاشهدوا له بالإيمان بأنه يقطع بالقول بأنه مؤمن حقا في ظاهر الحال.

وأما الآية فإنها تعني الأعراب الذين استسلموا خوفا من السيف ولم يصدقوا بقلوبهم فادعوا مقام الإيمان مع أنه لم يتمكن الإيمان من قلوبهم كذا قال ابن كثير.

وأما من ظهرت إمارات الإيمان وأفعال الخير عليه فلا مانع من الشهادة له بما ظهر منه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51577.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني