الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج من الزوجة إذا كانت تذبح لغير الله

السؤال

هل يأثم الزوج إذا لم ينه زوجته عن الذبح لغير الله وهل يعتبر في هذه الحالة مشركا مثلها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذبح لغير الله شرك لأن الذبح تقربا وتذللا وخضوعا عبادة من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {الأنعام:162،163}.

وقال سبحانه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {الكوثر 2} أي وانحر لربك.

وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله من ذبح لغير الله

قال النووي رحمه الله: فإن قصد تعظيم المذبوح له غير الله تعالى والعبادة له كان ذلك كفرا، فإن كان الذابح مسلما قبل ذلك صار بالذبح مرتدا. اهـ

وعليه فإن ما تفعله زوجتك من الذبح لغير الله شرك وكفر وعليك أن تنهاها عن ذلك وتمنعها منه فإنك مسؤول عنها، فيجب عليك نصحها وأمرها بالمعروف ونهيها ‏عن المنكر وحملها على ترك الذبح لغير الله ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6} وقال صلى الله عليه وسلم: كلكم راع ‏ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته رواه البخاري.

وقال ‏صلى الله عليه وسلم: إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، حتى يسأل ‏الرجل عن أهل بيته رواه ابن حبان

وقبل نهيك ومنعك لها عليك أن تبين لها حرمة هذا الفعل وخطورته وأنه من الشرك فلعل الله يشرح صدرها للحق وأكثر من الدعاء لها بترك هذا الفعل والرجوع إلى الحق

والله نسأل أن يوفق الجميع للتوحيد واجتناب الشرك

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني