الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في التجارة في نباتات الزينة والورود

السؤال

أنا مهندس زراعي أعمل في مجال تربية وإنتاج نباتات الزينة وأزهار القطف والورود بأنواعها وهي مصدر دخلي الوحيد قال لي احد الاشخاص إن العمل والتجارة بالورود ونباتات الزينة وأزهار القطف حرام كونهلا يستفاد منها في تغذية الانسان فهل هذا صحيح نرجو الإجابة هل التعامل بإنتاج الورود ونباتات الزينة وبيعها حرام أو حلال وهل التعامل بها يعتبر نوع من الإسراف والتبزير نرجو منكم النصح أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في إنتاج الورود ونباتات الزينة أو بيعها إذا كانت تباع بسعر مناسب لا يدخل مشتريها في حيز الإسراف والتبذير، وإلا حرم بيعها، لأن البيع حينئذ يدخل في الإعانة على المعصية، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. وهذه الورود ونباتات الزينة وإن كانت لا تدخل في تغذية الإنسان فهي تدخل في تلبية حاجة فطرية من حاجاته وهي التمتع برؤية المباحات الجملية والذي يكسب الإنسان راحة نفسية، ولذا امتن الله علينا بما جعل في الكون والأحياء من الجمال والزينة فقال تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ{الملك: 5}. وقال تعالى في الأنعام: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ {النحل: 6}. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني