الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تخرج الجن والعفاريت ليلة السابع والعشرين من رمضان

السؤال

هل صحيح شرعا ما يقال عن خروج الجن و العفاريت في ليلة سبعة و عشرين من رمضان واستغلال النساء الفرصة في السحر للرجال؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ليلة السابع والعشرين من رمضان من الليالي الفضيلة التي ترجى فيها ليلة القدر لقوله صلى الله عليه وسلم: فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر. متفق عليه عن ابن عمر. وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين. رواه أحمد وصححه الألباني.

وفي هذه الليلة تتنزل الملائكة لكثرة بركتها، قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ { سورة القدر }. فتنزل الملائكة مع تنزل البركة والرحمة كما أنهم يتنزلون عند قراءة القرآن، وهذه الليلة يكثر فيها قراءة القرآن في الصلاة وخارجها. وقوله تعالى: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ { القدر: 5}. قال ابن كثير: هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل فيها أذى.ا.هـ.

وعليه؛ فدعوى أن الجن والعفاريت تخرج في هذه الليلة دعوى باطلة مخالفة لما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين. متفق عليه عن أبي هريرة، وفي رواية عند الترمذي: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن. فالظاهر من الحديث أنها مسلسلة حتى نهاية الشهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني