الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التأمين لنقل الميت ليدفن في ديار المسلمين

السؤال

لقد قرأت جوابكم على السؤالين رقم 32987 و40254 والذي يفيد تحريم نقل الجثث إلى بلد إسلامي عن طريق الاشتراك في التأمين لدى بنك أو أي مؤسسة أخرى.
المشكلة أن تكاليف هذا النقل مرتفعة جدا وكثير من المسلمين قد لا يقدرون على الادخار من خاصة مالهم من أجل هذا النقل واستعدادا له نظرا لتكاليف الحياة وضعف رواتبهم الشهرية.
وبالمجرب أن بعض الذين توفوا هنا ولم يكن عندهم مال ولا تأمين والذين ليس لهم أقارب لا يستطيعون تحمل هذه التكاليف ليس لهؤلاء حيلة إلا الذهاب إلى المساجد وسؤال الناس وقد يصعب عليهم جدا جمع المبلغ الكافي.
علما بأن القوانين تنظرهم عدة أيام ثم إذا ما استطاعوا إرسال الجثة أو دفنها في البلد بتكاليف عالية جدا كذلك يتم تحريق الجثة.
ففي مثل هذه الحالة وهم في حالة عدم استطاعة تحمل تكاليف النقل وحتى الادخار من أجله هل يجوز لهم الاشتراك في التأمين
أفيدونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المعلوم شرعا أن المسلم محترم حيا وميتا، فقد روى ابن ماجه وأبو داود وابن حبان في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كسر عظم الميت ككسره حيا. فإذا كان كسر عظامه ميتا بمثابة كسرها حيا فهذا يعني أن إحراقه بعد موته بمثابة إحراقه وهو حي.

وعليه، فإذا كان لا يمكن دفع التحريق عن جثث موتى المسلمين بدفنها في البلد الذي تعيشون فيه أو بإرسالها إلى بلد إسلامي إلا بتكلفة تجحف بمالكم فلا حرج في الاشتراك في التأمين لأجل هذه الضرورة، لعموم قوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني