الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدليل على أن خروج الودي لا يوجب الغسل

السؤال

نعلم أن خروج الودي بعد التبول لا يلزم منه غسل الجنابة وإنما غسل الذكر فقط . ولكن ما يحدث معي أن خروج الودي يسبب لي نفس شعور الجنابة , أي أن الودي يخرج مني دون دفق ودون لذة وبكميات متفاوتة بين نقطة وعدة نقاط أو أكثر وبعد ذلك أشعر بارتخاء بسيط وشعور في رأسي وتحت شعري وكأني مجنب . لذلك ألجأ إلى الاستحمام ولكن الحالة شبه يومية معي والذي دفعني إلى السؤال والاستشارة هو أنه مر معي حديث لا أذكر إن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أم لأحد الصحابة بعد وفاة الرسول وملخصه - لأني لا أذكره بلفظه ولا حتى أين قرأته - أن أحدهم دخل المسجد وسأل الصحابة عن الودي فأخبروه بشيء ما لا أذكره أنا , وكان أحد الصحابة قائماً يصلي فلما انتهى قال أرسلوا له وسأله هل تجد فتوراً قال نعم قال اغتسل غسلك للجنابة .هذا الحديث أبحث عنه ولا أجده لأني أريد أن أعلم هل هو صحيح أم لا وهل يجب علي الغسل في هذه الحالة أم لا .والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخروج الودي لا يوجب الغسل بالإجماع، كما نقله جماعة، ومنهم الإمام النووي رحمه الله في المجموع، حيث قال: أجمع العلماء أنه لا يجب الغسل بخروج المذي والودي. ويشهد لهذا الأثر الذي سمعته، وهو كما في كنز العمال: عن مجاهد قال: بينا نحن جلوس أصحاب ابن عباس: عطاء وطاوس وعكرمة إذ جاء رجل وابن عباس قائم يصلي، فقال: هل من مفت؟ فقلت: سل. فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق، فقلنا: الذي يكون منه الولد؟ قال: نعم، فقلنا: عليك الغسل فولى الرجل وهو يرجع (أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون) وعجل ابن عباس في صلاته، فلما سلم قال: يا عكرمة، علي بالرجل، فأتاه به، ثم أقبل علينا فقال: أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل عن كتاب الله؟ قلنا: لا. قال: فمن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: لا. قال: فعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: لا. قال: فعمن؟ قلنا: عن رأينا. فقال: لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ثم أقبل على الرجل، فقال: أرأيت إذا كان منك هل تجد شهوة في قلبك؟ قال: لا. قال: فهل تجد خدراً في جسدك؟ قال: لا. قال: إنما هو هذا بردة يجزئك منه الوضوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني