الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من النصيحة للمسلمين تحذيرهم من أهل البدع

السؤال

يوجد لدينا في مدينتنا داعية إسلامية يلتف حولها دائرة واسعة من النساء والفتيات وجهودها في مجال الدعوة طيبة وملحوظة وخصوصاً في أوساط الفئات ذات المكانة الاجتماعية الراقية.. لكن تردد في الآونة الأخيرة أقاويل تفيد بأنها قبيسية علماً بأنه بعد جهود بذلت في البحث عن معلومات عن القبيسيات وجد أن الكثير من الصفات تنطبق عليها إضافة إلى اعتراف أخرى بكون كلتيهما قبيسية..والآن ما هو دورنا اتجاه هذا الأمر علما بأن الدائرة حولها تأخذ كل يوم في الاتساع .أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الداعية إن كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بعلم وبصيرة، ومستقيم على منهج أهل السنة والجماعة، وهو ما يعني تمسكه بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم ـ فإنه لا يجوز التنفير منه ولا تفريق الناس من حوله إلا إذا ظهر منه مخالفة المنهج السالف ذكره، ثم نصح فأصر على المخالفة. فعند ثبوت بدعته بيقين، فإن من النصيحة تحذير الناس منه إبراء للذمة، وإعذاراً إلى الله، أما بخصوص الأخوات القبيسيات فإننا لا نملك معلومات كافية تدلنا على سلامة منهجهن في الدعوة أو انحرافه، وإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولكن منهج أهل السنة والجماعة هو المعيار الحق لتقويم الأشخاص والجماعات. ولا شك أن ذلك يتطلب الرجوع إلى العلماء الموثوق بدينهم وعلمهم لا إلى آحاد الناس. هذا، ونحذر السائلة من الوقوع في شرك تصنيف الناس بالظن، فإنه من التكلف، ومن قفو ما ليس لنا به علم، ويوقع في الغيبة غالباً، ويفرق الأمة، ويضيع الأوقات ويشغل عن الأهم ويملأ المجالس بالقيل والقال. وننصحك بالانتفاع بمن تثقين بدينه وعلمه ممن التزم بالمنهج الصحيح السالف ذكره، فتزكين نفسك بالعلم النافع والعمل الصالح، ومن ثم تقومين بالدعوة في صف النساء، ولا تجعلي قضية تصنيف الناس تملك عليك وقتك فتقطع عليك الطريق إلى الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني