الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أختي الكبرى أصيبت بمرض السكري منذ حوالي ثلاث سنوات وهي تستعمل حقن الأنسولين مرتين في اليوم, حسب تعليمات الطبيب, ولا تستطيع صيام شهر رمضان (رأي الطبيب) بسبب موعد الحقن وخطورة إمكانية أن يحدث لها هبوط في نسبة السكر في الجسم. وُجد مؤخرا دواء جديد لمرضى السكر عبارة عن حقنة تؤخذ مرة في اليوم فقط مع المشي والحركة حتى يبقى مستوى السكر متوازن والمشكلة مع هذا الدواء أنه باهظ الثمن جداً وليس فيه تسديد من طرف المصالح الاجتماعية وسؤالها هو: هل يمكنها عدم استعمال هذا الدواء لأنها لا تستطيع شراءه مما يؤدي إلى عدم صيامها شهر رمضان بسبب استعمالها للدواء الآخر الذي يؤخذ مرتين في اليوم؟ يعني هل هناك حرج في عدم صيام شهر رمضان بسبب الدواء الذي يؤخذ مرتين في اليوم رغم أن هناك دواء آخر يمكنها من الصيام, ولكن هذا الدواء ليس في مقدورها شراؤه بسبب ثمنه الباهظ؟ مع العلم بأن هذا الدواء الجديد عبارة عن قارورة واحدة تفيد لشهر واحد فقط.جزاكم الله خيرا وفي انتظار ردكم إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحقن الأنسولين غير مفطرة، لأنها ليست طعاماً ولا شراباً، ولا في معنى الطعام والشراب، والأصل صحة الصوم، فلا يحكم بزوال هذا الأصل إلا بدليل، لذا فصومها صحيح، لكن إذا كانت أختك تتضرر بالصوم بسبب السكر وهو مرض مزمن بإخبار طبيب ثقة، فلها أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكيناً، لقول الله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ {البقرة: 184}.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً. رواه البخاري.

وليس عليها أن تتكلف شراء الدواء الباهظ الثمن الذي ليس بمقدورها، لقول الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة: 286}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني