الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجوا بعث تخريج الحديث التالي :
( .. مت يا ملك الموت...)
وما الرد على من يقول بأن هنالك أكثر من ملك موت واحد .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره، والفريابي، وعبد بن حميد، وأبو نصر السجزي في الإبانة، وابن مردويه، وابن أبي الدنيا في الأهوال، وقد سبق بيان ضعفه في الفتوى رقم: 51993.

أما ملك الموت فواحد كما هو ظاهر حديث الصحيحين أن موسى عليه السلام جاءه ملك الموت فقال أجب ربك، وكما دل عليه قوله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ {السجدة: 11} غير أن له أعوانا. قال الله تعالى: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ {الأنعام:61}. وقال: حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ {الأنعام: 37}. قال الإمام الطبري: فإن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا والرسل جملة وهو واحد؟ أوليس قد قال: يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ. قيل: جائز أن يكون الله تعالى ذكره أعان ملك الموت بأعوان من غيره فيتولون ذلك بأمر ملك الموت فيكون التوفي مضافا -وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت- إلى ملك الموت، إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره، كما يضاف قتل من قتل أعوان السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وليه بيده.. كان ابن عباس يقول: لملك الموت أعوان من الملائكة... قال مجاهد: جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء، وجعلت له أعوان يتوفون الأنفس التي يقبضها منهم... عن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: سألت الربيع بن أنس عن ملك الموت أهو وحده الذي يقبض الأرواح؟ قال: هو الذي يلي أمر الأرواح وله أعوان على ذلك، ألا تسمع إلى قوله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ. وقال: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا غير أن ملك الموت هو الذي يسير كل خطوة منه من المشرق إلى المغرب. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني