الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوصية بأن لا ينعش بالصدمة الكهربائية

السؤال

أنا طبيب ولدي سؤال عن advanced directives and living well والتي تعني أنه في حالة توقف القلب لأي سبب كان يختار الشخص أن لا يتم إنعاشه بالصدمة الكهربائية والتهوية الصناعية (قد تكون هناك فرصة في النجاة عبر هذه الطريقة التي قد تكون ضئيلة أحيانا). أو في حالة كونه على التهوية الصناعية وغير قادر على اتخاذ أي قرار وحالته ميؤوس منها يمكنه أن يختار إيقاف التهوية الصناعية ( عن طريق وصية كان قد كتبها وهو صحيح).فهل يجوز لنا كمسلمين أن نختار هذين القرارين أو الوصيتين؟وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حفظ النفس واجب وهو من الضروريات المتفق عليها بين سائر الملل. وعلى المرء أن يتخذ كل الأسباب التي يرجى معها بقاء الحياة أو تطويلها، وإذا تحقق أنه سيموت بأحد احتمالين، وكان أحدهما يتأخر فيه الموت عن الآخر. وجب تجنب السبب الذي سيعجل الموت. قال خليل: وانتقال من موت لآخر. ووجب إن رجا حياة أو طولها. قال الدسوقي: ولو كان الرجاء على جهة الشك.

وعليه، فلا يجوز للمسلم أن يوصي بأن لا ينعش بالصدمة الكهربائية والتهوية الصناعية في حالة الوصول إلى درجة اليأس من حياته، بل الواجب أن يسعى في كل ما من شأنه أن يؤخر موته، وإذا أوصى بألا ينعش بالصدمة الكهربائية أو التهوية الصناعية، فإن هذه الوصية لا يجوز تنفيذها لأنها وصية بمحرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني