الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا رد المال الموهوب لواهبه بعد سنين يزكي عنه مرة واحدة

السؤال

إخواني في الله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفقهكم في الدين وأن يعلمكم التاؤيل وأن ينفع بكم المسلمين وأن يجعلكم في صحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة.
سؤالي يتعلق بالزكاة لدي مبلغ من المال أدخره من أجل الزواج أقوم بأداء حق مالي كل عام لم أوفق في الزواج حتى الآن برغم محاولاتي الكثيرة بعد أن أخرجت زكاة مالي عن هذا العام طلب أخ لي أن أقرضه مبلغاً من المال لكي يفتح صالون حلاقة وكان بحاجة ماسة للمال فأعطيته ثلث مالي على سبيل الهبة ولكني لم أصرح له بذلك حتى يجتهد في عمله وأن لا يضيع المال ولكنه وعد أن يرد المال بعد سنة لن أقوم بمطالبته بالمال ولكن ربما تتحسن تجارته ويصر على أن يرد المال لي كذلك هنالك أخت لي تدرس في الجامعة راتبها هي وزوجها لا يكاد يكفيها وكنت قد أعطيتها ثلث مالي الآخر من أجل أن تدفع الأقساط, لا أنوي مطالبتها بالمال ولكنها وعدتني أن ترد المال إذا حصلت على عمل بأجر أعلى من عملها الحالي وهذا أمر متوقع إن شاء الله ولكني قد أسامحها في المال وقد تصر على إرجاعه لي هل يجب علي أن أخرج زكاة المال عن المبالغ التي أعطيتها لأخي وأختي وأنا لا أدري إن كان ذلك على سبيل القرض أم على سبيل الهبة علماً بأني قرأت فتوى للدكتور يوسف القرضاوي عن زكاة الديون ولكنها أشكلت علي ولم أجد فيها ما ينطبق على حالتي, الفتوى موجودة على الرابط التاليhttp://www.islamonline.net/zakaat/Arabic/display.asp?hquestionID=3059
سؤالي الآخر يتعلق بالصيام. ما زلت أعزب وحاولت الزواج كثيراً ولكني كنت أجد الرفض لأسباب تشبه تلك الموجودة في العصر الجاهلي مع أنني والحمد لله حسن المظهر سوف أنهي الدكتوراة قريباً إن شاء الله وبعدها سأعود إلى بلدي لأعمل في وظيفة مرموقة الحمد لله يظن بي الناس الصلاح ولا أزكي نفسي على الله وقد وفقني ربي في تبليغ دعوته لمئات الأشخاص من أهل هذا البلد كنت قبل سنتين أصوم صيام داوود عليه السلام ولكن بسبب حاجتي الملحة للزواج فأنا منذ سنة أواصل الصيام إلا لمرض أو سفر وأظن أني سأواصل حتى أتزوج إن شاء الله وبعدها أما أن أعود لصيام داوود أو الإثنين والخميس وذلك بالتشاور مع زوجتي هل مواصلتي للصيام حتى أتزوج جائز شرعا؟
أسأل الله العظيم أن يهب لكم من علمه الذي وسع كل شيء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يتضح من السؤال هو أنك أعطيت هذا المال لأخيك وأختك، وتخشى أن يصر كل منهما على رد المال إليك، فأنت لا تريده منهما ولا تلزهما ضمانه إذا خسر أو تلف.

فأنت -إذا- وهبت المال، والهبة إنما تتم بالحوز والقبول، فإذا لم يقبلها المدفوع له البالغ الرشيد فإنها تبطل، ويعود المال إلى ملك صاحبه، وبما أنك لا تلزمهم ضمان المال لو خسر أو تلف، فإنه يكون عليك زكاته إذا رجع إليك عن سنة واحدة، ولو طالت مدة إقامته عند أخويك.

قال خليل: ومدفوعة على أن الربح للعامل بلا ضمان.

قال الخرشي: يعني أن العين إذا دفعها ربها لمن يتجر فيها، والربح كله للعامل ولا ضمان عليه إن تلفت ثم قبضها ربها بعد أعوام، فإنه يزكيها لعام واحد...

وإذا كنت تعني بمواصلة الصيام أنك لا تفطر في الأيام التي نهى عن صومها، كأيام العيد وأيام التشريق، فهذا مما لا يجوز، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: لا صام من صام الدهر. رواه البخاري.

وأما إن كنت تفطر في الأيام المنهي عن صومها فهذا مباح، وقد اختلف أهل العلم في الأفضل منه، ومن صيام يوم والإفطار يوم، وراجع فيه فتوانا رقم: 23939.

ولاشك أن الموجب الحامل لك على سرد الصيام مبرر كاف لأفضليته في حقك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني