الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يشترط مدونو السنة الصحة كما اشترطها الشيخان في صحيحيها

السؤال

هل أي حديث بكتب الأحاديث المشهورة غير الصحيحين للبخاري ومسلم مثل (سنن أبي داود, الترمذي, النسائي, ابن ماجه, الموطأ, مسند الإمام أحمد, صحيح ابن حبان, البيهقي, مستدرك الحاكم, معاجم الطبراني, سنن الدارقطني, مصنفات عبد الرازق, ابن أبي شيبة, أبى يعلى الموصلي) يكون حديثا يؤخذ به أم لا ؟ أليس هؤلاء جميعا أئمة حديث أجلاء كانوا يتحرون الدقة في تدوين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يشترط أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم والمستخرجات والمستدركات وغيرها الصحة فيما رووه من أحاديث، لذلك تجد عندهم الصحيح والحسن والضعيف الذي لم يستكمل شروط الصحة، بل والموضوع أحياناً.

قال أبو داود صاحب السنن في مقدمة سننه: فما كان فيه من ضعف بينته، وما سكت عنه فهو صالح.

وعليه، فلا يحكم على أحاديث هذه الكتب بالصحة بمجرد إخراج أصحابها لها، ولذلك لابد من التنصيص على صحتها من مؤلفي هذه الكتب أو من غيرهم من علماء الحديث، كما سبق في الفتوى رقم: 54410.

وقد خرج العلماء عامة هذه الأحاديث كما في نصب الراية للزيلعي، والتلخيص الكبير للحافظ والفتح له، وكتب الألباني وتعليقاته على السنن، وتعليقات الشيخ أحمد شاكر وغير ذلك كثير.

أما كون هؤلاء أئمة أعلاما، فلا يلزم منه تصحيح كل ما رووه، لأنهم لم يشترطوا الصحة كما اشترطها البخاري ومسلم في صحيحيهما، حتى ما رواه البخاري في بقية كتبه كالأدب المفرد وخلق أفعال العباد والتاريخ فيه الصحيح والضعيف، وكانوا رحمهم الله يروون الأحاديث الضعيفة بأسانيدها لينظر فيها العلماء فيعلمون علة الضعيف، ومن أسند فقد سلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني