الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير صلاة الفجر إلى ما بعد الإسفار

السؤال

هل تجوز صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق أي حوالي الساعة 6.15 لأني أجد مشقة في القيام الساعة الخامسة ثم النوم مرة أخرى لأصحو الساعة 6.15 مرة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتأخير المذكور إن كان يؤدي إلى أداء الصلاة كلها أو بعضها في الإسفار وهو الضوء الواضح الذي تتميز فيه الوجوه بالبصر المتوسط في محل لا سقف فيه ولا غطاء فهو حرام عند بعض أهل العلم، مكروه عند البعض الآخر بشرط كون التأخير بلا عذر، قال المرداوي في الإنصاف وهو حنبلي: قال في الرعاية الصغرى: ويكره التأخير بعد الإسفار بلا عذر وقيل يحرم وجعل القاضي في المجرد وابن عقيل في التذكرة وابن عبدوس المتقدم لها وقتين وقت اختيار وهو الإسفار ووقت ضرورة وهو إلى طلوع الشمس، قال في الحاويين: ويحرم التأخير بعد الإسفار بلا عذر وقيل يكره. قال ابن رجب في شرح اختيار الأولى في اختصام الملأ الأعلى: وقد أومأ إليه أحمد وقال: هذه صلاة مفرط إنما الإسفار أن ينتشر الضوء على الأرض. انتهى.

وفي أسنى المطالب ممزوجاً بروض الطالب وهو شافعي: وهو أي الفجر الصادق أول وقت الصبح ويمتد إلى طلوع الشمس لخبر مسلم: وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس والاختيار أي وقته يمتد إلى الإسفار أي الإضاءة لخبر جبريل السابق.

وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: من أوقع الصلاة كلها أو شيئاً منها في وقت الضرورة من غير عذر من الأعذار الآتي بيانها فإنه يكون آثماً وإن كان مؤديا. انتتهى.

وإذا كان التأخير المذكور بسبب النوم بعد الأخذ بالأسباب اللازمة للاستيقاظ فلا إثم فيه، وراجعي الفتوى رقم: 10624، وأما إن كان لسبب آخر مثلما ذكرت السائلة فإنه يكون بين المنع والكراهة كما سبق، أما إن كان هذا الوقت وهو الساعة السادسة والربع بعد طلوع الشمس فإنه لا يجوز تأخير الصلاة إليه اختيارا بحال من الأحوال، وللتعرف على بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ للصلاة في وقتها راجعي الفتوى رقم: 42111.

والمحافظة على الصلاة في أول وقتها من أفضل الأعمال، وراجعي الفتوى رقم: 35359.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني