الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستدانة للإنفاق على الوالد

السؤال

أنني أم لأربعة أطفال وأعيش في غربة، وحاليا أنا و زوجي لا عمل لنا حيث إننا نعيش من إعانات الدولة وهي غير كافية لنا، والدي يصر ويلح علي كثيراً أن أرسل إليه مصروفا رغم علمه بظروفنا الصعبة، مع العلم بأن له الكثير من الأبناء والبنات غيري، كنت أضطر للاستدانة حتى لا أغضبه وفي الفترة الأخيرة توقفت نهائيا عن الإرسال لأنني أخاف أن أقابل ربي وعلي ديون مما أغضب والدي مني، فما رأيكم؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإنفاق على الوالدين الفقيرين واجب على الأبناء كل على حسب وسعه ويساره، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 20338.

قال تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}، فإن لم يكن لديك ما تنفقينه على والدك فلا يجب عليك الإنفاق عليه حينئذ، لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا.

ويجب على إخوتك الموسرين النفقة عليه، هذا إذا لم يكن لدى والدك كسب ولا مال، فإن كان له مال وكسب وليس بفقير فلا تجب النفقة عليه، ولكن ينبغي إرضاؤه بشيء من المال من باب البر عند الاستطاعة، ولا يجب عليك الاستدانة لأجل ذلك وإن غضب منك، لأنك لم تمنعيه حقا، وليس له أن يغضب لذلك واجتهدي في استرضائه بالاعتذار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني