الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذكر المسنون قبل البدء بالطعام

السؤال

أنا أعاني من مشكلة هي أني في كثير من المرات تصيبني حالات من الشراهة في الأكل بطريقة غير معقولة لدرجة أن أشعر بأن معدتي سوف تنفجر لا أدري ما هذه الحالة على عكس أيام تمر علي لا أشتهي فيها الطعام، أود أن أنوه أيضا بأنني فتاة متدينة وأقرأ القرآن إلا أنني أحيانا أشعر أن الشيطان يأكل معي لأني آكل بطريقة غريبة وشرهة ؟ وأنا أتساءل هل هناك أدعية وأذكار من الممكن أن أقرأها قبل أن أتناول وجبة طعامي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فذكر اسم الله تعالى عند بداية الأكل سبب لمنع الشيطان من المشاركة في ذلك الطعام، وإذا لم يذكر اسم الله تعالى فإن الشيطان يكون شريكا في الأكل. ففي صحيح مسلم من حديث حذيفة قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه. قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: معنى يستحل يتمكن من أكله، ومعناه أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى، وأما إذا لم يشرع فيه أحد فلا يتمكن وإن كان جماعة فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه. ثم الصواب الذي عليه جماهير العلماء من السلف والخلف من المحدثين والفقهاء والمتكلمين أن هذا الحديث وشبهه من الأحاديث الواردة في أكل الشيطان محمولة على ظواهرها، وأن الشيطان يأكل حقيقة؛ إذ العقل لا يحيله، والشرع لم ينكره بل أثبته، فوجب قبوله واعتقاده. انتهى.

فينبغي لك الحرص على مجاهدة النفس في سبيل عدم الإكثار من الأكل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. رواه الترمذي وغيره وصححه الشيخ الألباني.

والذكر المأثور قبل الطعام هو ذكر اسم الله تعالى، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث عمر بن أبي سلمة: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. وللتعرف على الآداب الشرعية للأكل، راجعي الفتوى رقم: 16952. ولا بأس بعرض الأمر على طبيب مختص في هذا المجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني