الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ)

السؤال

جزاكم الله خيراً عندي استفسارات في القرآن آية مضمونها سلام على هذا النبي (يوم ولدت ويوم أموت) هكذا كتبت حسب ما أظن، سؤالي لماذا استعمل الفعل الأول في الماضي والفعل الثاني في المضارع، هل في ذلك دلالة على أن هذا الرسول لم يمت، أرجوكم دلوني على التفاسير العلمية الشرعية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن نص الآية هو: وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا {مريم:33}، وهذه الآية من جملة كلام عيسى عليه الصلاة والسلام الذي بدأه بقوله: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا {مريم:30-31-32-33}

وإذا عرفنا أن هذا من كلام عيسى فإن استعمال الماضي في ولدت واستعمال المضارع في أموت وأبعث هو الذي يقتضيه السياق، فإن ميلاده قد حصل سابقاً قبل كلامه في المهد، وأما موته وبعثه فسيأتيان فيما بعد، ولا شك أنه عليه الصلاة والسلام وقت كلامه حينئذ لم يمت بعد.

وأما كون عيسى لا يزال حيا حتى الآن وسينزل من السماء في آخر الزمن ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقاتل اليهود ويقتل المسيح الدجال فهذا ثابت فعلاً، ولكنه يؤخذ من أدلة أخرى، فراجع فيه الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47614، 8295، 6238، 1770.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني