الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يطيع أمه التي تأمره بقبض الفوائد الربوية

السؤال

أمي تضع أموالها في البنك الأهلي و تكلفني للذهاب إليه كي أقبض الأرباح , السؤال هو هل علي وزر ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك طاعة أمك في ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف. رواه مسلم. وقال أيضا: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل. رواه أحمد. وإذا كانت طاعة المخلوق محرمة في آحاد المعاصي فكيف في الربا الذي أعلن الله الحرب على متعاطيه فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278-279} وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. فدل هذا على أن الوعيد على التعامل بالربا لا يقتصر على آكله أو موكله وإنما يتعدى ذلك إلى من أعان على الربا بوجه من الوجوه كالكتابة أو الشهادة أو السعي في قبضه ونحو ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 30198 والفتوى رقم: 39555 والفتوى رقم: 23297.

والذي ننصحك به أن تترفق بأمك وتبين لها حكم الشرع في ذلك، واستعن على ذلك بالله ثم ببعض أهل الخير والصلاح الذين تقدرهم الوالدة كما ننصح بإطلاعها على هذه الفتوى والفتاوى الملحقة بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني