الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الخطبة بسبب الرؤى

السؤال

كنت قد خطبت بنت عمي مدة من الزمن تقريبا 14 شهرا كانت علاقتنا شبه منعدمة إلا في بعض المناسبات وعن طريق الهاتف, ظهرت مشاكل عائلية لم أتحملها، وبحكم عدم تجربتي في الحياة فسخت تلك الخطوبة ندمت بسرعة بعدها وراجعت نفسي وأردت استرجاعها واعترفت بخطئي ولكن دون جدوى، حيث كان التعنت والرفض يطبع حوارهم، بعد مدة عاودت نفس الحوار لاسترجاعها ولكن دون جدوى، بعد ذلك نسيت تلك البنت وبدأت أنا وأمي نبحث عن شريكة حياتي, في كل مرة لا يتيسر لنا خطبة إحدى البنات التي ندق أبواب منازلهم, حتى أتت أمي تخبرني بوجود بنت مطلقة وغير مدخول بها يعني أنها ما زالت بكرا ووجدت عن طريق الصدفة أن أحد أصدقائي كان يكتري عندهم قال لي بأنهم أناس طيبون وذوو أخلاق طيبة وبأن زوجته كانت تساعدهم في المحكمة للطلاق من ذلك الرجل الذي ليس بصاحب دين وخلق حسب قولهم, بعد مدة قررت خطبتها حيث قلت في نفسي ربما أرادني الله أن أكفر عن خطيئتي في السابق وربما يكون فيها الخير الكثير وحيث إن الوالدين يريدان عيشي معهم وإنني أتمنى أن تكون محسنة وودودة مع الوالدين فقلت ربما وبحكم مشكلتها (أنها مطلقة) سترضى وتتواضع, صليت صلاة الاستخارة وكان كل شيء على ما يرام خطبتها واتفقنا على المهر واتفقنا أن العقد سيكون قريبا, وفي مناسبة العيد الأضحى استضفناهم في المنزل وكان عدم الاستقبال المرغوب فيه لأختي الكبيرة المتزوجة لهم (لا تعلم هي بأن البنت مطلقة) لكن عهدنا من أختي مثل هذه التصرفات، ولكن منذ ذلك اليوم وهي ترفض أن تزورنا بدعوى بأننا لم نخبرها باستضافتنا لتلك العائلة في مناسبة العيد, بالفعل! ولكن منذ تلك الفترة وأمي تقول لي بأنها ترى في منامها أحلاما مزعجة وتقول لي عليك بفسخ تلك الخطوبة, بعد أيام أصبت بنوبة قلبية حادة بعد الإجهاد في العمل كادت تؤدي بي إلى الموت ذهبت إلى الطبيب قال بأنني بخير والحمد لله, وبعد مدة من العلاج وبعد شفائي قررنا أن نعقد عليها, بعد ذلك راودني المرض من جديد وقالت لي أمي بأنها ترى أشياء غير سارة في منامها وتقول لي عليك بفسخ تلك الخطوبة إن هذه الفتاة ليس فيها خير، ماذا أفعل علما بأنني أخاف من عدم نجاح هذا الزواج وتعلمون موقف المجتمع من المرأة المطلقة وأصبحت لي ريبة في قلبي من هذا الزواج، وهل الله يعلم أشياء ستقع عن طريق تلك الأحلام، علما بأن أحلام أمي غالبا ما تكون صحيحة، وهل بفسخ هذه الخطوبة سأكون مرة أخرى قد ظلمت تلك الفتاة ويغضب الله علي، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخطبة مجرد وعد بالزواج، ينبغي الوفاء بها ديانة، ويجوز الرجوع عنها إذا كان في ذلك مصلحة، لأن الزواج عقد عُمْري قد يدوم الضرر فيه، فكان للخاطب والمخطوبة أيضاً حق الاحتياط لنفسيهما من الوقوع في هذا الضرر.

وأما الرجوع عن الخطبة لغير عذر فهو مكروه، لما فيه من إخلاف الوعد والرجوع عن القول، لكنه لا يحرم لأن الحق لم يلزم بعد، وراجع الفتوى رقم: 51692.

وإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق، فحاول إقناع أمك بالموافقة عليها، وذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

فإن اقتنعت فذلك المطلوب، وإلا فدع هذه المرأة طاعة لأمك ، واسأل الله تعالى أن يوفقك لمن هي خير منها، وراجع الفتوى رقم: 6563.

وبخصوص ترك الخطبة بسبب الرؤى فإن ذلك لا ينبغي، وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 54768 فراجعها.

وأما مرضك فقد لا يكون له علاقة بخطبة هذه المرأة، وعلى كل حال فإننا ننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى، والإكثار من الدعاء بأن يوفقك الله تعالى لما فيه خير لك في دينك ودنياك في هذه المسألة وفي غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني