الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوق الخال لا يبيح قطع صلته

السؤال

خالي أخطأ كثيرا فى حق والديه وكان لا يرعاهما بالرغم من أنهما في المنزل المجاور له. وكنت أنا وأمي نرعاهما كثيرا وباستمرار بالرغم من أنهما في محافظة أخرى. حتى أن جدي كسرت رجله ولم يكلف نفسه إحضار طبيب وظلت رجله مكسورة أربعة أيام وكلما أسأل عليه يقولون الحمد لله حاجة بسيطة. ولما استشعرت الخطر أرسلت له أخي ليأخذه بالسيارة إلى المستشفى واتضح أنه يحتاج إلى عملية . وتم نقله ورعايته في المستشفى من زملائي الأطباء. ولم يكلف نفسه حتى الزيارة والإقامة بجانبه. وكنت أنا وأخي وأمي وأبي نبيت معه ونراعيه بالمستشفى.حتى توفاه الله هو وجدتي التي لم يكن يهتم بها مطلقا. وأنا الآن لا أطيق أن أرى وجه خالي ولا حتى السلام عليه لأنني من داخلي أرى ما فعله بجدي وجدتي إلى الآن. هل هذا حرام.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لجديك الرحمة والمغفرة، ثم لتعلم أيها الأخ أن ما قمت به أنت وأمك وأخوك تجاه هذين الجدين هومن أفضل الأعمال والقربات؛ لأنه يدخل ضمن البر والإحسان الذي أمر الله تعالى به في أكثر من آية ومنها قوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {الاسراء:23ـ24}. أما إن كان ما نسبت إلى خالك من تفريط في حق أبويه صحيحا فهذا والعياذ بالله تعالى يعتبر عاقا، والعقوق كبيرة من أكبر الكبائر لما في حديث أنس المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. الحديث. ورغم شناعة هذه المعصية وقبحها فإن ذلك لا يبيح لك قطع صلة هذا الخال، بل عليك أن تبادر إلى نصحه بالتوبة والاستغفار من هذه المعصية، وأن تحسن إليه ما استطعت، وذلك لحق الرحم بينك وبينه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني