الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإجهاض خوفا من إنجاب مولود معوق

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأنا أم لأربعة أولاد ثلاثة منهم بصحة وأما الرابعفهو مصاب بمرض وراثي ومعاق إعاقة كاملة . وهذا المرض لا شفاء منه ، وهذه هي الحالة الثانية عندي فقد رزقت ببنت مصابة بنفس المرض وتوفيت وعمرها سنة ونصف ، وقد ثبت بعد تكرر المرض مرتين وتأكيد الأطباء أنه مرض وراثي يصيب الجهاز الحركي بالدماغ بصورة كاملة والحمد لله على كل حال وأن نسبة الإصابة هي خمسة وعشرون بالمائة من كل حمل.وأن هناك احتمالا أن يكون الأطفال الأصحاء حاملين للمرض.لقد حاوت منع الحمل بجميع الطرق لكي يتسنى لي العناية بطفلي المريض ولكن سبحان الله تبين لي أنني حامل في الشهر الأول. سؤالي هو:هل يجوز لي شرعاً إنزال الحمل أم لا.الرجاء إفادتي بسرعة إن أمكن.وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم في الإجهاض في مثل هذه الحالة - حالة إسقاط الجنين قبل مضي أربعين يوماً - وأكثرهم على تحريم الإسقاط، والعلة في ذلك عندهم هي أن النطفة بعد الاستقرار آيلة إلى التخلق مهيئة لنفخ الروح ، فكأن إسقاطها قتل للنفس التي حرم الله فلا يجوز الإقدام عليه إلا إذا كانت حياة الأم في خطر داهم إن لم يسقط ، وقد ذهبت طائفة يسيرة إلى جواز ذلك بعذر ومنها من لم يقيد، ولكن الصواب ما ذهب إليه الجمهور ولهذا ننصح السائلة بالتوكل على الله والرضى بما يقدره كائناً ما كان فإن المؤمن الكامل الإيمان هو الذي يجزم بأن الله جل وعلا لا يقدر إلا ما فيه خير، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". ولعلك إذا أحسنت التوكل على الله أمنك مما تخشين منه فجعل هذا الحمل ولداً صالحاً سالماً من العيوب يكون عوناً لك على متاعب الحياة وذخراً لك بعد الممات، وعلى افتراض أنه سيولد معاقاً فليس كل معاق عبئا ، فقد يكون نعمة ورحمة وسببا لتكفير السيئات ورفع الدرجات ، إذا وجد معه الصبر والاحتساب ، المهم أن الله جل وعلا هو الذي خلقه وقد قال تعالى: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). والحاصل أن المسألة مختلف فيها كما مر وأن الراجح هو المنع وعلى افتراض أن هذا الخلاف قد يسع مثل حالتك فلا ينبغي لك الإقدام على الأمر إلا بعد التأكد من أن الجنين معوق ، إذا أمكن ذلك قبل انتهاء مدة الأربعين يوماً ، فإن الإجهاض بعدها أمره عظيم.
والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني